الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } * { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } * { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } * { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } * { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ (44) وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِىٍّ مِنْ بَعْدِهِ } من ناصر يتولاّه من بعد خذلان الله ايّاه { وَتَرَى الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا الْعَذَابَ } حين يرونه { يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ } اي من رجعة الى الدنيا.

{ (45) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } اي على النار ويدلّ عليها العذاب { خَاشِعِينَ مِنَ الذُلِّ } متذلّلين متقاصرين ممّا يلحقهم من الذل { يَنْظُرُونَ مِنْ طَرَفٍ خَفِىٍّ } اي يبتدي نظرهم الى النّار من تحريك لأجفانهم ضعيف كالمصبور ينظر الى السّيف { وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ } بالتعريض للعذاب المخلّد { يَوْمَ الْقِيَامَة أَلاَ إِنَّ الظَالِمِينَ فِى عَذَابٍ مُقِيمٍ }.

القمّي عن الباقر عليه السلام قال ولمن انتصر بعد ظلمه يعني القائم عليه السلام واصحابه اذا قام انتصر من بني اميّة ومن المكذبين والنصاب هو واصحابه وهو قول الله تعالى انّما السبيل على الذين يظلمون الناس الآية وترى الظالمين آل محمد صلوات الله عليهم حقّهم لما رأوا العذاب وعليّ هو العذاب في هذا الوجه يقولون هل الى مردّ من سبيل فنوالي عليّاً عليه السلام وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذلّ لعليّ عليه السلام ينظرون الى علي عليه السلام من طرف خفيّ وقال الذين آمنوا يعني آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم الا انّ الظالمين من آل محمد صلوات الله عليهم حقّهم في عذاب مقيم قال والله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين عليه السلام وذرّيته والمكذبين.

{ (46) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ ومَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ } إلى الهدى والنجاة.

{ (47) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ مَا لَكُمْ } من الله { مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ } انكار لما اقترفتوه لأنّه مثبت في صحائف اعمالكم يشهد عليه جوارحهم.

{ (48) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } رقيباً.

{ (49) إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ } وقد بلغت { وَإِنّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ } بليغ الكفران ينسى النعمة رأساً ويذكر البليّة ويعظمها ولم يتأمّل سببها وانّما صدّر الأولى باذا والثانية بانّ لأنّ اذاقة النعمة محقّقة بخلاف اصابة البليّة وانّما اقام علّة الجزاء مقامه في الثانية ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على انّ هذا الجنس موسوم بكفران النعمة.

{ (50) للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } فله ان يقسم النعمة والبليّة كيف شاء { يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لَمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }.

القمّي عن الباقر عليه السلام يهب لمن يشاء اناثاً يعني ليس معهنّ ذكر ويهب لمن يشاء الذكور يعني ليس معهم انثى او يزوّجهم ذكراناً واناثاً اي يهب لمن يشاء ذكراناً واناثاً جميعاً يجمع له البنين والبنات اي يهبهم جميعاً لواحد.

السابقالتالي
2