الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } * { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ }

{ (27) وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِى الأَرْضِ } لتكبروا وافسدوا بطراً.

القمّي قال الصادق عليه السلام لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم الى بعض واستعبدهم بذلك ولو جعلهم كلّهم اغنياء لبغوا { وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ } قال بما يعلم انّه يصلحهم في دينهم ودنياهم { إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } في الحديث القدسي انّ من عبادي من لا يصلحه الاّ الغنى ولو افقرته لافسده وانّ من عبادي من لا يصلحه الاّ الفقر ولو اغنيته لافسده وذلك انّي ادبّر عبادي لعلمي بقلوبهم.

{ (28) وَهُوَ الَّذِى يُنْزِلُ الْغَيْثَ } المطر الذي يغيثهم من الجدب ولذلك خصّ بالنّافع وقرئ ينزّل بالتشديد { مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا } ايسوا منه { وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ } في كل شيء من السهل والجبل والنبات والحيوان { وَهُوَ الْوَلِىُّ } الذي يتولّى عباده باحسانه ونشر رحمته { الْحَمِيدُ } المستحق للحمد.

{ (29) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }.

{ (30) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } فبسبب معاصيكم وقرئ بدون الفاء { وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ } من الذنوب فلا يعاقب عليها والآية مخصوصة بالمجرمين فانّ ما اصاب غيرهم فلزيادة الأجر.

في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا خدش عود الاّ بذنب ولما ما يعفو الله اكثر فمن عجّل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فانّ الله اجلّ واكرم واعظم من ان يعود في عقوبته في الآخرة.

وفيه والقمّي عنه عليه السلام انّه سئل ارأيت ما اصاب عليّاً واهل بيته من هؤلاء من بعده اهو بما كسبت ايديهم وهم اهل بيت طهارة معصومون فقال انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يتوب الى الله ويستغفره في كلّ يوم وليلة مأة مرّة من غير ذنب انّ الله يخصّ اولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب.

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله خير آية في كتاب الله هذه الآية يا عليّ ما من خدش عود ولا نكبة قدم الاّ بذنب وما عفا الله عنه في الدنيا فهو اكرم من ان يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو اعدل من ان يثنّى على عبده.

{ (31) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الأَرْضِ } فائتين ما قضى عليكم من المصائب { وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِىٍّ } يحرسكم عنها { وَلاَ نَصِيرٍ } يدفعها عنكم.

{ (32) وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوارِ } السفن الجارية { فِى الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ } كالجبال