الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }

{ (23) ذَلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ } وقرئ يبشر من ابشره { قُلْ لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ } على ما اتعاطاه من التبليغ { أَجْرا } نفعاً منكم { إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } أن تودّوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم.

كذا في المجمع عن السجاد والباقر والصادق عليهم السلام وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما رجع رسول الله من حجّة الوداع وقدم المدينة اتته الانصار فقال يا رسول الله انّ الله تعالى قد احسن الينا وشرّفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا فقد فرّح الله صديقنا وكبت عدونا وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحبّ ان تأخذ ثلث اموالنا حتّى اذا قدم عليك وفد مكّة وجدت ما تعطيهم فلم يردّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عليهم شيئاً وكان ينتظر ما يأتيه من ربّه فنزل عليه جبرئيل وقال { قل لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } ولم يقبل اموالهم فقال المنافقون ما انزل الله هذا على محمد صلّى الله عليه وآله وما يريد الاّ ان يرفع بضبع ابن عمّه ويحمل علينا اهل بيته يقول امس من كنت مولاه فعليّ مولاه واليوم { قُلْ لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى القُرْبَى }.

وفي قرب الاسناد عنه عن آبائه عليهم السلام لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله قام رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال ايّها الناس انّ الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضاً فهل انتم مؤدّوه قال فلم يجبه احد منهم فانصرف فلمّا كان من الغد قام فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلّم احد فقال ايها الناس انّه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب قالوا فالقه اذن قال انّ الله تبارك وتعالى انزل عليّ { قُلْ لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدّةَ فِى الْقُرْبَى } فقالوا امّا هذه فنعم.

قال الصادق عليه السلام فوالله ما وفى بها الاّ سبعة نفر سلمان وابو ذرّ وعمّار والمقداد بن الاسود الكندي وجابر بن عبد الله الانصاري ومولى رسول الله صلّى الله عليه وآله يقال له البيت وزيد بن ارقم.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام ما يقرب منه مع بسط وبيان وفي الجوامع روى انّ المشركين قالوا فيما بينهم اترون انّ محمداً صلّى الله عليه وآله يسأل على ما يتعاطاه اجراً فنزلت هذه الآية ويأتي اخبار اخر في هذه الآية عن قريب انشاء الله.

وفي المحاسن عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد صلّى الله عليه وآله في اهل بيته.

السابقالتالي
2