الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } * { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } * { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } * { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } * { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ }

{ (39) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً } يابسة متطامنة مستعار من الخشوع بمعنى التذلّل { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } انتفخت بالنبات { إنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا } بعد موتها { لَمُحْيِى الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }.

{ (40) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ } يميلون عن الاستقامة { فِى آيَاتِنَا } بالطَّعن والتحريف والتأويل بالباطل والإِلغاء فيها { لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } فنجازيهم على الحادهم وقد مضى في هذا كلام في المقدّمة السادسة من هذا الكتاب.

عن أمير المؤمنين عليه السلام { أَفَمَنْ يُلْقَى فِى النّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِى آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ } تهديد شديد { انّه بمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } وعيد بالمجازاة.

{ (41) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّا جَاءَهُمْ } بدل من انّ الذين يلحدون او مستأنف وخبر انّ محذوف أو خبره اولئك ينادون كذا قيل.

والقمّي عن الباقر عليه السلام بالذكر يعني بالقرآن { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ }

{ (42) لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ } قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الانجيل والزّبور { وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } اي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.

وفي المجمع عنهما عليهما السلام ليس في اخباره عمّا مضى باطل ولا في اخباره عمّا يكون في المستقبل باطل بل اخباره كلّها موافقة لمخبراتها { تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ } اي حكيم { حَمِيدٍ } يحمده كلّ مخلوق بما ظهر عليه من نعمه.

{ (43) مَا يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } لأنبيائه { وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } لأعدائه.

{ (44) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا } قيل جواب لقولهم هلاّ نزل هذا القرآن بلغة العجم { لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } بيّنت بلسان نفقهه { ءَأَعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ } اكلام اعجميّ ومخاطب عربيّ، القمّي لو كان هذا القرآن اعجميّاً لقالوا كيف نتعلّمه ولساننا عربيّ واتانا بقرآن اعجميّ فاحبّ ان ينزل بلسانهم وفيه قال الله وما ارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه والاعجميّ يقال للذي لا يفهم كلامه ويقال لكلامه وقرئ { أَعَجمِىّ } بفتح العين وتوحيد الهمزة على ان يكون منسوباً الى العجم { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً } الى الحقّ { وَشِفَاءٌ } من الشكّ والشّبهة { وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً } لتصامّهم عن سماعه وتعاميهم من الآيات { أُولئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } تمثيل لعدم قبولهم واستماعهم له بمن يصاح به من مسافة بعيدة.

{ (45) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } كما اختلف في القرآن وهو تسلية للنبيّ صلّى الله عليه وآله.

في الكافي عن الباقر عليه السلام قال اختلفوا كما اختلف هذه الأمّة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدّمهم فيضرب اعناقهم { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ } بالامهال { لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ } باستيصال المكذّبين { وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِنْهُ } من القرآن { مُرِيبٍ } موجب للاضطراب.

السابقالتالي
2