الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ } * { قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } * { هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }

{ (47) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنّا نَصِيبًا مِنَ النّارِ } بالدفع او الحمل.

في مصباح المتهجّد في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وقرأ فيها هذه الآية ثم افتدرون الاستكبار ما هو هو ترك الطّاعة لمن امروا بطاعته والترفّع على من ندبوا الى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير.

{ (48) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنّا كُلٌّ فِيهَا } نحن وانتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لأغنينا عن انفسنا { إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } ولا معقّب لحكمه.

{ (49) وَقَالَ الَّذِينَ فِى النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفُ عَنّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ }

{ (50) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } ارادوا به الزامهم الحجّة وتوبيخهم على اضاعتهم اوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الاجابة { قَالوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا } فانّا لا نجتري فيه اذ لم يؤذن لنا في الدّعاء لأمثالكم وفيه اقناط لهم عن الاجابة { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاّ فِى ضَلاَلٍ } في ضياع لايجاب.

{ (51) إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ }.

القمّي يعني الأئمة عليهم السلام.

وعن الصادق عليه السلام ذلك والله في الرجعة اما علمت انّ انبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمّة عليهم السلام من بعدهم قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة.

{ (52) يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } لبطلانها وقرئ بالتاء { وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ } البعد من الرحمة { وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ } جهنّم.

{ (53) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى } ما يهتدي به في الدّين من المعجزات والصحف والشرايع { وَأَوْرَثْنَا بَنِى إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ } وتركنا عليهم بعده من ذلك التوراة { هُدًى وَذِكْرًى } هداية وتذكرة { لأُولِى الأَلْبَابِ } لذوي العقول السّليمة.

{ (55) فَاصْبِرْ } على اذى المشركين { إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ } بالنصر { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } لترك الاولى والاهتمام بأمر العدى { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَالإِبْكَارِ }.

{ (56) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } عامّ في كلّ مجادل مبطل وان نزلت في مشركي مكّة او اليهود على ما قيل { إِنْ فِى صُدُورِهِمْ إِلاّ كِبْرٌ } الاّ عظمة وتكبّر عن الحقّ { مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ } ببالغي مقتضى تلك العظمة لأنّ الله مذلّهم { فَاسْتَعِذْ بِاللهِ } فالتجئ اليه { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } لاقوالكم وافعالكم.