الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } * { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } * { وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } * { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ } * { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } * { وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } * { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ }

{ (29) يَا قَوْمِ لَكُمُ المُلْكُ اليَوْمَ ظَاهِرِينَ } غالبين عالين { فِى الأَرْضِ } أرض مصر { فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءَنَا } اي فلا تفسدوا امركم ولا تتعرّضوا لبأس الله بقتله فانّه ان جاءنا لم يمنعنا منه أحد وانّما أدرج نفسه فيه ليريهم انّه معهم ومساهمهم فيما ينصح لهم { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ } ما اشير عليكم { إِلاّ مَا أَرَى } واستصوبه من قتله { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرَّشَادِ } طريق الصواب.

{ (30) وَقَالَ الَّذِى آمَنَ يَا قَوْمِ إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ } في تكذيبه والتعرّض له { مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ } مثل ايّام الامم الماضية المتحزّبة على الرسل يعني وقايعهم وجمع الأحزاب مع التفسير اغنى عن جميع اليوم.

{ (31) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ } مثل سنّة الله فيهم حين استأصلهم وأهلكهم جزاء بما كانوا عليه من الكفر وايذاء الرسل { وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ } كقوم لوط { وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } فلا يعاقبهم بغير ذنب ولا يخلي الظالم منهم بغير انتقام.

{ (32) وَيَا قَوْمِ إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ } يوم ينادي فيه بعضهم بعضاً.

في المعاني عن الصادق عليه السلام يوم التّناد يوم ينادي فيه بعضهم بعضاً في المعاني عن الصادق عليه السلام يوم التناد يوم تنادي اهل النار اهل الجنة أفيضوا علينا من الماء او ممّا رزقكم الله.

{ (33) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ } يعصمكم من عذابه { و وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.

{ (34) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُف مِنْ قَبْلُ } موسى { بِالبَيِّنَاتِ } بالمعجزات { فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّ مِمّا جَاءَكُمْ } به من الدين.

في المجمع عن الباقر عليه السلام في حديث انّه سئل كان يوسف رسولاً نبيّاً فقال نعم أما تسمع قول الله تعالى { لَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ } وقد مرّ تمامه في سورة يوسُف (ع) { حَتّى إِذَا هَلَك } مات { قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ } في العصيان { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ } شاكّ فيما يشهد به البيّنات لغلبة الوهم والإِنهماك في التقليد.

{ (35) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ } بغير حجّة { أتَاهُمْ } بل امّا بتقليد أو شبهة داحضة { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ } وقرئ قلب بالتّنوين.

{ (36) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحًا } بناء مكشوفاً عالياً من صرح الشيء اذا ظهر { لَعَلّى أَبْلُغُ الأَسْبَابَ } الطريق.

{ (37) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأطَّلِعَ إِلَى إلهِ مُوسَى } وقرئ بالنّصب على جواب الترجي { وَإِنّى لأَظُنُّهُ كَاذِبًا } في دعوى الرّسالة { وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ } سبيل الرّشاد وقرئ وَصَدَّ على انّ فرعون صدّ النّاس عن الهدى بأمثال هذه التّمويهات والشبهات { وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاّ فِى تَبَابٍ } اي خسار.