الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } * { وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } * { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }

{ (82) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ } من كلام البشر كما زعموه { لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } من تناقض المعاني وتفاوت النظم وخروج بعضه عن الفصاحة وعن مطابقة الواقع إلى غير ذلك.

{ (83) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ } مما يوجب الأمن أو الخوف { أَذَاعُوا بِهِ } أفشوه قيل كان قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أو أخبرهم الرسول بما أوحي إليه من وعد بالظفر أو تخويف من الكفرة أذاعوه وكانت اذاعتهم مفسدة { وَلَوْ رَدُّوهُ } ردوا ذلك الأمر { إِلَى الرَّسُولِ وَإلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } قيل أي يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم.

في الجوامع عن الباقر عليه السلام هم الأئمة المعصومين عليهم السلام والعياشي عن الرضا عليه السلام يعني آل محمد صلوات الله عليهم وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة الله على خلقه.

وفي الإكمال عن الباقر عليه السلام من وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عز وجل وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدىً وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا اتباعهم فلا تكون لهم يوم القيامة حجة { وَلوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } بارسال الرسل وانزال الكتاب.

في الجوامع عنهم عليهم السلام فضل الله ورحمته النبي وعلي صلوات الله عليهما.

والعياشي عن الباقر عليه السلام فضل الله رسوله ورحمته الأئمة.

وعن الكاظم عليه السلام الرحمة رسول الله والفضل علي بن أبي طالب عليه السلام { لاَتَّبَعْتُمُ الشّيْطَانَ } الكفر والضلال { إلاَّ قَلِيلاً } وهم أهل البصائر النافذة.

{ (84) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ } ان تركوك وحدك { لاَ تُكَلِّفُ إلاَّ نَفْسَكَ } فتقدّم إلى الجهاد وان لم يساعدك أحد فان الله ينصرك لا الجنود.

في الكافي عن الصادق عليه السلام ان الله كلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ما لم يكلف أحداً من خلقه كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه ان لم يجد فئة تقاتل معه ولم يكلف هذا أحداً من خلقه قبله ولا بعده ثم تلا هذه الآية.

والعياشي ما في معناه. روي أن أبا سفيان يوم أُحد لما رجع واعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم موسم بدر الصغرى فكره الناس وتثاقلوا حين بلغ الميعاد فنزلت فخرج النبي وما معه إلا سبعون ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنيِنَ } إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض { عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الّذِينَ كَفَرُوا } وهم قريش وقد كفَّ بأسهم بأن بدا لأبي سفيان وقال هذا عام مجدب وانصرف النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بمن معه سالمين { وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً } من قريش { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } تعذيباً تهديد وتقريع لمن لم يتبعه.

السابقالتالي
2