الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً }

{ (158) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إلَيْهِ } رد وانكار لقتله واثبات لرفعه.

في الفقيه عن السجاد عليه السلام ان لله بقاعاً في سمواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه ألا تسمع الله يقول في قصة عيسى بن مريم بل رفعه الله إليه.

القمّي رفع وعليه مدرعة من صوف.

والعياشي عن الصادق عليه السلام قال رفع عيسى بن مريم بمدرعة صوف من غزل مريم ومن نسج مريم ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى الق عنك زينة الدنيا.

وفي الإِكمال عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أن عيسى بن مريم أتى إلى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثة وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الأرض حياً وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطاناً عليه وإنما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لأنهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيباً لقوله ولكن رفعه الله إليه بعد أن توفاه وقد سبق صدر هذا الحديث في سورة آل عمران { وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً } لا يغلب على ما يريده { حَكِيماً } فبما دبر لعباده.

{ (159) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } قيل يعني ما من اليهود والنصارى أحد إِلا ليؤمنن بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله قبل أن يموت ولو حين تزهق روحه ولا ينفعه أيمانه وبه رواية عنهم عليهم السلام { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } فيشهد على اليهود بالتكذيب وعلى النصارى بأنهم دعوه ابن الله.

والقمّي عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت أيها الأمير أية آية هي فقال وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته والله لأني أمر باليهود والنصراني فيضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما آراه يحرك شفتيه حتى يخمد فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت قال كيف هو قلت إن عيسى عليه السلام ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي عليه السلام قال ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به فقلت حدثني به محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم فقال جئت بها من عين صافية.

قال القمي وروي أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إذا رجع آمن به الناس كلهم.

والعياشي عن الباقر عليه السلام في تفسيرها ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلا رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين صلوات الله عليهم حقاً من الأولين والآخرين.

السابقالتالي
2