الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } * { أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } * { وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ (54) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمٍ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ }.

(55) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } بمجيئه فتداركون به.

{ (56) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ } كراهة ان تقول { يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ } بما قصّرت { فِى جَنْبِ اللهِ } في حقّه وطاعته وقربه.

في المحاسن عن الباقر عليه السلام انّ اشدّ الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثمّ خالفوه وهو قوله عزّ وجلّ { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ } الآية.

وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام في هذه الآية قال جنب الله امير المؤمنين عليه السلام وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرّفيع الى ان ينتهي الأمر الى آخرهم.

وفي الاكمال والعيّاشي عن الباقر عليه السلام نحن جنب الله.

وفي المناقب عنه وعن ابيه وعن ابنه عليهم السلام هذه الآية جنب الله عليّ عليه السلام وهو حجّة الله على الخلق يوم القيامة.

وعن الرضا عليه السلام قال في ولاية عليّ عليه السلام.

وعن امير المؤمنين عليه السلام انا جنب الله وفي الإِحتجاج عنه عليه السلام في حديث وقد زاد جلّ ذكره في التبيان واثبات الحجّة بقوله في أصفيائه وأوليائه { أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِى جَنْبِ اللهِ } تعريفاً للخليقة قربهم { ألاَ تَرى } انّك تقول فلان الى جنب فلان اذا أردت أن تصف قربه منه انّما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدّلون من اسقاط اسماء حججه منه وتلبيسهم ذلك على الأمّة ليعينوهم على باطلهم فأثبت فيه الرّموز واعمى قلوبهم وابصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدّال على ما احدثوه فيه { وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ } المستهزئين بأهله يعني فرّطت وانا ساخر.

{ (57) أو تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِى } بالإِرشاد إلى الحق { لَكُنْتُ مِنَ المُتّقِينَ } الشرك والمعاصي.

{ (58) أَوْ تَقُولُ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِى كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } في العقيدة والعمل ولو للدلالة على انّه لا يخلو من هذه الاقوال تحيّراً او تعلّلاً بما لا طائل تحته.

{ (59) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِى فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ردّ من الله عليه لما تضمنه قوله { لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِى } من معنى النفي.

القمّي يعني بالآيات الأئمّة عليهم السلام.

{ (60) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ }.

القمّي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال من ادّعى انّه إمام وليس بإمام قيل وان كان علويّاً فاطميّاً قال وان كان علويّاً فاطميّاً.

وفي الكافي والعيّاشي مثله { أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى } مقام { لِلْمُتَكَبِّرِينَ } عن الإِيمان والطاعة.

القمّي عنه عليه السلام قال انّ في جهنّم لوادياً للمتكبّرين يقال له سقر شكا الى الله شدّة حرّه وسأله أن يتنفّس فأذن له فتنفس فأحرق جهنّم.

{ (61) وُيُنَجِّى اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ } بفلاحهم وقرئ بالجمع { لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.