الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ } * { قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ (43) أَمِ اتَّخَذُوا } بل اتّخذ قريش { مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ } تشفع لهم عند الله { قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ } ايشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم.

{ (44) قُلْ للهِ الشّفاعَةُ جَمِيعًا } لا يشفع احد الاّ باذنه { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } لا يملك أحد أن يتكلّم في امره دون اذنه ورضاه { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في القيامة.

{ (45) وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ } دون آلهتهم { اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } انقبضت ونفرت { وَإِذَا ذُكِرَ الّذِينَ مِنْ دُونِهِ } قيل يعني الأوثان { إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } لفرط افتتانهم بها ونسيانهم حقّ الله سبحانه، القمّي نزلت في فلان وفلان.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عنها فقال اذا ذكر الله وحده بطاعة من امر الله بطاعته من آل محمد صلوات الله عليهم اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة واذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم اذا هم يستبشرون.

{ (46) قُلِ اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فأنت وحدك تقدر أن تحكم بيني وبينهم فانّي تحيّرت في كفرهم وعجزت في عنادهم وشدّة شكيمتهم.

{ (47) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وعيد شديد واقناط كلّي لهم من الخلاص { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَم يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } زيادة مبالغة فيه وهو نظير قولهفَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ } [السجدة: 17] مَا اخفي لهم في الوعد.

{ (48) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ } وأحاط بهم جزاؤه.

{ (49) فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنّا } اعطيناه ايّاها تفضّلاً { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } على علم منّي بوجوه كسبه أو بأنّي سأعطاه لمالي من استحقاقه كذا قيل { بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ } امتحان له ايشكر ام يكفر { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك.

{ (50) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني هذه الكلمة كقارون وقومه فإنّه قاله ورضي به قومه { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } من متاع الدّنيا.

{ (51) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاَءِ } المشركين بالعتوّ { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ ما كَسَبُوا } كما اصاب اولئك وقد اصابهم بالقحط والقتل { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } فائتين.

{ (52) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.

{ (53) قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ } افرطوا في الجناية عليها بالاسراف في المعاصي { لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } والقمّي قال نزلت في شيعة عليّ بن ابي طالب عليه السلام خاصّة.

السابقالتالي
2