الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } * { وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } * { وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ } * { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } * { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

{ (36) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ } فذلّلناها لطاعته اجابة لدعوته { تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً } ليّنة لا تزعزع { حَيْثُ أَصَابَ } اراد.

{ (37) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وَغَوَّاصٍ }

{ (38) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الأَصْفَادِ } قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفّوا عن الشر كذا قيل، والقمّي هم الذين عصوا سليمان حين سلبه الله ملكه وقد سبق بعض هذه القصة في سورة سبأ.

{ (39) هذَا عَطَاؤُنَا } اي هذا الذي اعطيناك من الملك والبسطة والتسلط على ما لم يسلّط به غيرك عطاؤنا { فَامْنُنْ أَو أَمْسِكْ } فاعط من شئت وامنع من شئت { بِغَيْرِ حِسَابٍ } غير محاسب على منّه وامساكه لتفويض التصرف فيه اليك.

{ (40) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى } في الآخرة مع ما له من الملك العظيم في الدنيا { وَحُسْنَ مَآبٍ } هو الجنّة.

في العلل عن الكاظم عليه السلام انّه سئل أيجوز ان يكون نبيّ الله بخيلاً فقال لا فقيل فقول سليمان (ع)رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ } [ص: 35] ما وجهه وما معناه فقال الملك ملكان ملك مأخوذ بالغلبة والجور واجبار الناس وملك مأخوذ من قبل الله تعالى ذكره كملك آل ابراهيم وملك طالوت وذي القرنين فقال سليمان هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي أن يقول انّه مأخوذ بالغلبة والجور واجبار النّاس فسخّر الله عزّ وجلّ له الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب وجعل غدوّها شهراً ورواحها شهراً وسخّر الله عزّ وجلّ له الشياطين كلّ بناء وغوّاص وعلّم منطق الطير ومكّن له في الأرض فعلم الناس في وقته وبعده انّ ملكه لا يشبه ملك الملوك الجبّارين من الناس والمالكين بالغلبة والجور قيل فقول رسول الله صلّى الله عليه وآله رحم الله أخي سليمان بن داود (ع) ما كان ابخله فقال لقوله وجهان احدهما ما كان ابخله بعرضه وسوء القول فيه والوجه الآخر يقول ما كان ابخله ان كان اراد ما كان يذهب اليه الجهّال.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى هذا عطاؤنا الآية قال اعطى سليمان (ع) ملكاً عظيماً ثمّ جرت هذه الآية في رسول الله صلّى الله عليه وآله فكان له ان يعطي من شاء وما شاء ويمنع من شاء ما شاء واعطاه أفضل ممّا اعطى سليمان (ع) لقوله ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.

وعن الرضا عليه السلام انّه قيل له حقّاً علينا ان نسألكم قال نعم قيل حقّاً عليكم ان تجيبونا قال لا ذاك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل اما تسمع قول الله تعالى { هذا عطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.

السابقالتالي
2 3 4 5