{ (29) إِنْ كَانَتْ } ما كانت الأخذة { إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } صاح بها جبرئيل عليه السلام { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } ميّتون شبّهوا بالنّار رمزاً الى انّ الحيّ كالنّار الساطع والميّت كرمادها. { (30) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ } تعالى فهذا أوانك. وفي الجوامع عن السجّاد عليه السلام يا حَسْرَةَ العِبَاد على الإِضافة اليهم لاختصاصها بهم من حيث انّها موجّهة اليهم { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ } فانّ المستهزئين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدّارين احقّاء بأن يتحسّروا ويتحسّر عليهم وقد تلهّف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين. { (31) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } { (32) وَإِنْ كُلٌّ لَما جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ } ان مخفّفة من الثّقيلة وما مزيدة للتّأكيد وقرئ لمّا بالتشديد بمعنى الاّ فيكون ان نافية. { (33) وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ } وقرئ بالتشديد { أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } قيل قدّم الصلة للدلالة على انّ الحبّ معظم ما يؤكل ويعاش به. { (34) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ } { (35) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ } ثمر ما ذكر وقرئ بضمّتين { وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } ممّا يتّخذ منه كالعصير والدّبس ونحوهما وقرئ بلا هاء وقيل ما نافية { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ }. { (36) سُبْحَانَ الَّذِى خَلَقَ الآَزْوَاجَ كُلَّهَا } الانواع والاصناف { مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضَ } من النبات والشجر { وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ } الذكر والانثى { وَمِمّا لاَ يَعْلَمُونَ } وازواجاً ممّا لا يطلعهم الله عليه. القمّي عن الصادق عليه السلام انّ النطفة تقع من السماء الى الأرض على النبات والثمر والشجر فيأكل الناس منه والبهائم فيجري فيهم. { (37) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ } نزيله ونكشف عن مكانه مستعار من سلخ الشّاة { فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ } داخلون في الظلام. في الكافي عن الباقر عليه السلام يعني قبض محمد صلّى الله عليه وآله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته. { (38) وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } لحدّ معيّن ينتهي اليه دورها. وفي المجمع عنهما عليهما السلام لا مستقرّ لها بنصب الرّاء اي لا سكون لها فانّها متحرّكة دائماً { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (39) وَالقَمَرَ } وقرئ بالنّصب { قَدَّرْنَاهُ } قدّرنا مسيره { مَنَازِلَ } وهي ثمانية وعشرون منزلاً ينزل كلّ ليلة في واحد منها لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه { حَتّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } كالشمراخ المعوج العتيق. { (40) لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا } يصحّ لها ويتسهّل { أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلَ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يسيرون فيه بانبساط. القمّي عن الباقر عليه السلام يقول الشمس سلطان النهار والقمر سلطان اللّيل لا ينبغي للشمس ان يكون مع ضوء القمر في اللّيل ولا يسبق اللّيل النهار يقول لا يذهب اللّيل حتّى يدركه النّهار { وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يقول يجيء وراء الفلك الاستدارة. أقولُ: يعني يجيء تابعاً لسير الفلك على الاستدارة. وفي المجمع عن العيّاشي عن الرضا عليه السلام انّ النهار خلق قبل الليل وفي قوله تعالى ولا اللّيل سابق النهار قال اي سبقه النهار. وفي الإِحتجاج عن الصادق عليه السلام خلق النهار قبل اللّيل والشمس قبل القمر والارض قبل السماء. وزاد في الكافي وخلق النّور قبل الظلمة.