الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } * { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } * { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ } * { إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } * { قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } * { بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ } * { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ }

{ (15) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنَا } لا مزيّة لكم علينا تقتضي اختصاصكم بما تدّعون { وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَىْءٍ } وحي ورسالة { إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ } في دعوى رسالته.

{ (16) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } الاستشهاد بعلم الله يجري مجرى القسم.

{ (17) وَمَا عَلَيْنَا إِلاّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }

{ (18) قَالُوا إِنّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } تشاءمنا بكم قيل ذلك لاستغرابهم ما ادعوه به وتنفّرهم عنه.

والقمّي تطيّرنا بكم قال بأسمائكم { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا } عن مقالتكم هذه { لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ (19) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ } سبب شؤمكم معكم وهو سوء عقيدتكم واعمالكم { أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ } أئن وعظتم به تطيّرتم او توعدتم بالرّجم والتعذيب فحذف الجواب { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } عادتكم الإِسراف.

{ (20) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }.

القمّي قال نزلت في حبيب النجّار الى قوله وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُكْرَمِينَ قيل انّه ممّن آمن بمحمّد صلّى الله عليه وآله وبينهما ستّ مأة سنة وقيل كان في غار يعبد الله فلمّا بلغه خبر الرّسل اظهر دينه.

وفي المجالس عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال الصدّيقون ثلاثة حبيب النجّار مومن آل يس الّذي يقول اتّبعو المُرْسَلِينَ الآية وحزقيل مؤمن آل فرعون وعليّ بن ابي طالب عليه السلام وهو افضلهم.

وفي الجوامع عنه صلّى الله عليه وآله قال سبّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين عليّ بن ابي طالب عليه السلام وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصدّيقون وعليّ افضلهم.

وفي الخصال عنه عليه السلام قال ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين مؤمن آل يس وعليّ بن ابي طالب عليه السلام وآسية امرأة فرعون.

{ (21) اِتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا } على النّصح وتبليغ الرّسالة { وَهُمْ مُهْتَدُونَ } الى خير الدارين.

{ (22) وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى } تلطّف في الإِرشاد بإِيراده في معرض المناصحة لنفسه وامحاض النصح حيث اراد لهم ما اراد لنفسه والمراد تقريعهم على تركهم عبادة خالقهم الى عبادة غيره ولذلك قال { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } مبالغة في التهديد ثمّ عاد الى المساق الأوّل فقال.

{ (23) ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ الِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا } لا تنفعني شفاعتهم { وَلاَ يُنْقِذُونِ } بالنّصر والمظاهرة.

{ (24) إِنِّى إِذًا لَفِى ضَلاَلٍ مُبِينٍ } لا يخفى على عاقل.

{ (25) إِنِّى آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ } الذي خلقكم او هو خطاب للرّسل بعد ما اراد القوم ان يقتلوه { فَاسْمَعُونِ } فاسمعوا ايماني.

{ (26) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنََّ } قيل له ذلك لمّا قتلوه بشرى بانّه من اهل الجنّة او اكراماً واذنا له في دخولها { قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ.

(27) بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُكْرَمِينَ }.

في الجوامع ورد في حديث مرفوعاً انّه نصح قومه حيّاً وميّتاً.

{ (28) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ } لاهلاكهم كما ارسلنا يوم بدر والخندق بل كفينا امرهم بصيحة { وَمَا كُنّا مُنْزِلِينَ } وما صحّ في حكمتنا ان ننزل اذ قدّرنا لكلّ شيء سبباً وجعلنا ذلك سبباً لانتصارك من قومك وقيل ما موصولة معطوفة على جند اي وما كنّا منزلين على من قبلهم من حجارة وريح وامطار شديدة.