الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } * { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ }

{ (10) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } قال فلم يؤمن من أولئك الرَّهط من بني مخزوم احد.

وفي الكافي في الحديث السابق فهم لا يؤمنون بالله ولا بولاية عليّ عليه السلام ومن بعده قيلإِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } [يس: 8] قد رفعوا رؤوسهموَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } [يس: 9] الآيتين تقرير لتصميمهم على الكفر والطّبع على قلوبهم بحيث لا تغني الآيات والنّذر بتمثيلهم بالّذِين غلّت اعناقهم والاغلال واصلة الى اذقانهم فلا يخلّيهم يطأطئون فهم مقمحُون رافعون رؤوسهم غاضّون ابصارهم في انّهم لا يلتفتون لفت الحق ولا يعطفون اعناقهم نحوه ولا يطأطئون رؤوسهم له وبمن احاط بهم سدّان فغطّى ابصارهم بحيث لا يبصرون قدّامهم ووراءهم في انّهم محبوسون في مطمورة الجهالة ممنوعون عن النّظر في الآيات والدلائل وقرئ سدّاً بالضمّ وهو لغة فيه.

{ (11) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } في الكافي في الحديث السابق يعني امير المؤمنين عليه السلام { وَخَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }.

{ (12) إِنّا نَحْنُ نُحْيِى الْمَوْتَى } الاموات بالبعث والجهّال بالهداية { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا } ما اسلفوا من الأعمال الصالحة والطالحة { وَآثَارَهُمْ } كعلم علّموه وخطوة مشوا بها الى المساجد وكإشاعة باطل وتأسيس ظلم.

في المجمع انّ بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة فشكوا الى رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه فنزلت الآية { وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُبِينٍ } قيل يعني اللّوح المحفوظ والقمّي يعني في كتاب مُبين وعن امير المؤمنين عليه السلام انّه قال انا والله الإِمام المبين ابيّن الحقّ من الباطل ورثْتُه منْ رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وفي المعاني عن الباقر عن ابيه عن جدّه عليهم السلام قال لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله { وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِى إِمامٍ مُبِينٍ } قام ابو بكر وعمر من مجلسهما وقالا يا رسول الله هو التوراة قال لا قالا فهو الانجيل قال لا قالا فهو القرآن قال لا قال فأقبل امير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله هو هذا انّه الإِمام الذي احصى الله فيه علم كلّ شيء.

وفي الإِحتجاج عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث قال معاشر النّاس ما من علم الاّ علّمنيه ربّي وانا علّمته عليّاً وقد احصاه الله فيّ وكلّ علم علمت فقد احصيته في إِمام المتّقين وما من علم الاّ علّمته عليّاً.

{ (13) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ } قرية انطاكية { إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ } قيل ارسلهم الله او ارسلهم عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام بأمر الله.

السابقالتالي
2 3