الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } * { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } * { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }

{ (33) جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا }.

في المعاني عن الصادق عليه السلام يعني المقتصد والسابق.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في هذه الآية وامّا السابق فيدخل الجنّة بغير حساب وامّا المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً وامّا الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثمّ يدخل الجنّة فهم الذين قالوا الحمد لله الذي اذهب عنّا الحزن { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤٍ } وقرئ لؤلؤاً بالنّصب { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } { (34) وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ } للمذنبين { شَكُورٌ } للمطيعين.

{ (35) الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ } دار الإِقامة { مِنْ فَضْلِهِ } من انعامه وتفضّله { لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ } تعب { وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } كلال اذ لا تكليف فيها ولا كدّ اتبع نفي النّصب نفي ما يتبعه مبالغة القمّي قال النّصب العناء واللّغوب الكسل والضّجر ودار المقامة دار البقاء.

في الكافي والقمّي عن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله اذا دخل المؤمن منازله في الجنّة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة والبس حلل الذّهب والفضّة والدّر والياقوت منظوماً في الاكليل تحت التّاج والبس سبعين حلّة حرير بألوان مختلفة منسوجة بالذّهب والفضّة واللّؤلؤ والياقوت الاحمر وذلك قوله تعالى { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ } الآية قال فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة وحولها وصفاؤها عليها سبعون حلّة منسوجة بالياقوت واللّؤلؤ والزّبرجد صبغن بالمسك وعنبر وعلى رأسها تاج الكرامة وفي رجلها نعلان من ذهب مكلّلتان بالياقوت واللّؤلؤ شراكهما ياقوت احمر فاذا دنت من وليّ الله وهمّ ان يقوم اليها شوقاً تقول يا وليّ الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب ولا تقم انا لك وانت لي فيغشيها مقدار خمسمأة عام من اعوام الدنيا لا يملّها ولا تملّه قال فينظر الى عنقها فاذا عليها قلادة من قصب ياقوت احمر وسطها لوح مكتوب انت يا وليّ الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك اليك تناهت نفسي واليّ تناهت نفسك ثم يبعث الله اليه الف ملك يهنّونه بالجنّة ويزوّجونه الحوراء الحديث وقد مرّ تمامه في سورة الرَّعد.

وفي سعد السّعود عن النبي صلّى الله عليه وآله في حديث يذكر فيه ما اعد الله لمحبّي عليّ عليه السلام يوم القيامة قال فاذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنّونهم بكرامة ربّهم حتّى اذا استقرّوا قرارهم قيل لهم هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً قالوا نعم ربّنا رضينا فارض عنّا قال برضاي عنكم وبحبّكم اهل بيت نبيّي حللتم داري وصافحتم الملائكة فهنيئاً هنيئاً عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص فعندها قالوا { الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ } الآية.

{ (36) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ } لا يحكم عليهم بموت ثان { فَيَمُوتُوا } او يستريحوا { وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } بل كلّما خبت زيدوا سعيراً { كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ } وقرئ يجزى على بناء المفعول.

السابقالتالي
2