الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }

{ (4) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ } أي فتأسّ بهم في الصبر على تكذيبهم { وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } فيجازيك وايّاهم على الصبر والتكذيب.

{ (5) يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ } بالحشر والجزاء { حَقٌّ } لا خلف فيه { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } فيذهلكم التمتّع بها عن طلب الآخرة والسّعي لها { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ } الشيطان بان يمنّيكم المغفرة مع الاصرار على المعصية.

{ (6) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ } عداوة عامّة قديمة { فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } في عقايدكم وافعالكم وكونوا على حذر منه في مجامع احوالكم { إِنَّما يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } تقرير لعداوته وبيان لغرضه.

{ (7) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } وعيد لمن اجاب دعاءه ووعد لمن خالفه.

{ (8) أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } كمن لم يزيّن له بل وفّق حتّى عرف الحقّ فحذف الجواب لدلالة ما بعده عليه { فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ }.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام انه سئل عن العجب الذي يفسد العمل فقال للعجب درجات منها ان يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسب انّه يحسن صنعاً { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيّهم واصرارهم على التكذيب { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فيجازيهم عليه.

القمّي مرفوعاً قال نزلت في زريق وحبتر.

{ (9) وَاللهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ } وقرئ الرّيح { فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاه إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ } بالمطر النازل منه { بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد يبسها.

في الكافي والقمّي عن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن السّحاب اين يكون قال يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوي اليه فاذا اراد الله عزّ وجلّ ان يرسله ارسل ريحاً فأثارته فوكّل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

وزاد في الكافي ثم قرأ هذه الآية والله { الَّذِى أَرْسَلَ الرّياحَ } الآية قال والملك اسمه الرّعد { كَذَلِكَ النُّشُورُ } اي مثل احياء الموات احياء الاموات وقد سبق من تفسير الإِمام (ع) في قصّة البقرة انّ الله عزّ وجلّ ينزل بين نفختي الصّور بعدما ينفخ النّفخة الاولى من دون السماء الدنيا من البحر المسجور الذي قال الله تعالى والبحر المسجور وهو منيّ كمنيّ الرجال فيمطر ذلك على الأرض فيلقى الماء المنيّ مع الاموات البالية فينبتون من الأرض ويحيون.

وفي المجالس والقمّي عن الصادق عليه السلام اذا اراد الله ان يبعث الخلق أمطر السّماء على الارض اربعين صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللّحوم.

{ (10) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ } الشرف والمنفعة { فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } اي فليطلبها من عنده فانّ كلّها له.

السابقالتالي
2