الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } * { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ }

{ (11)أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ } دروعاً واسعات { وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ } في نسجها بحيث تتناسب حلقها او في مساميرها في الدقّة والغلظ فلا تغلق ولا تحرق.

في قرب الاسناد عن الرضا عليه السلام قال الحلقة بعد الحلقة والقمّي قال المسامير التي في الحلقة { وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنَّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ (12) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ } وسخّرنا له الريح وقرئ بالرفع { غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَواَحُهَا شَهْرٌ } جريها بالغداة مسيرة شهر وبالعشيّ كذلك.

القمّي قال كانت الريح تحمل كرسيّ سليمان فتسير به بالغداة مسيرة شهر وبالعشيّ مسيرة شهر { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ } القمّي الصفر وقيل اسال له النحاس المذاب من معدنه فنبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سمّاه عيناً وكان ذلك باليمن { وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا } ومن يعدل منهم عمّا امرناه به من طاعة سليمان { نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ } قيل عذاب الآخرة وقيل عذاب الدنيا.

{ (13) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ } قصور حصينة ومساكن شريفة سمّيت بها لأنّها يذبّ عنها ويحارب عليها { وَتَمَاثِيلَ } وصوراً.

في الكافي والمجمع عن الصادق عليه السلام والله ما هي تماثيل الرجال

والنساء ولكنّها الشجر وشبهه { وَجِفَانٍ } صحاف { كَالْجَوابِ } كالحياض الكبار جمع جابية من الجباية { وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ } ثابتات على الاثافي لا تنزل عنها لعظمها { اِعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِىَ الشُّكُورُ } المتوفر على اداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه اكثر اوقاته ومع ذلك لا يوفي حقّه لأنّ توفيقه للشّكر نعمة يستدعي شكراً آخر لا الى نهاية ولذلك قيل الشكور من يرى عجزه عن الشكر.

{ (14) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ } اي على سليمان { مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاّ دابَّةُ الأَرْضِ } اي الارضة والارض فعلها اضيفت اليه { تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ } عصاه من نساه اذا طرده { فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ } في المجمع وفي الشواذ تبيّنت الانس ثم نسبها الى السجاد والصادق عليهما السلام ويأتي ذكرها.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال انّ الله عزّ وجلّ اوحى الى سليمان بن داود (ع) انّ آية موتك انّ شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة قال فنظر سليمان يوماً فاذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها ما اسمك قالت الخرنوبة قال فولّى سليمان مدبراً الى محرابه فقام فيه متّكئاً على عصاه فقبض روحه من ساعته قال فجعلت الجنّ والانس يخدمونه ويسعون في امره كما كانوا وهم يظنّون انّه حيّ لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتّى دبت الارضة من عصاه فأكلت منسأته فانكسرت وخرّ سليمان الى الأرض افلا تسمع لقوله عزّ وجلّ { فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ } الآية.

السابقالتالي
2 3