الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } * { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } * { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }

{ (70) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا }

(71) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

في الكافي عن الصادق عليه السلام انّه قال لعبّاد بن كثير الصوفي البصري ويحك يا عباد غرّك ان عفّ بطنك وفرجك انّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لكم أَعْمَالَكُمْ } اعلم انّه لا يقبل الله منك شيئاً حتّى تقول قولاً عدلاً { وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

في الكافي والقمّي عن الصادق عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ ومن يطع الله ورسوله في ولاية عليّ عليه السلام والأئمّة عليهم السلام من بعده { فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } هكذا نزلت.

{ (72) إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً }

أقولُ: ما قيل في تفسير هذه الآية في مقام التعميم انّ المراد بالامانة التكليف وبعرضها عليهن النظر الى استعدادهنّ وبآبائهنّ الإِباء الطبيعي الذي هو عدم اللّياقة والاستعداد وبحمل الانسان قابليّته واستعداده لها وكونه ظلوماً جهولاً لما غلب عليه من القوّة الغضبيّة والشهويّة وهو وصف للجنس باعتبار الاغلب وكلّ ما ورد في تأويلها في مقام التخصيص يرجع الى هذا المعنى كما يظهر بالتدبر.

في العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام في هذه الآية قال الامانة الولاية من ادّعاها بغير حقّ فقد كفر.

أقولُ: يعني بالولاية الامرة والإِمام يحتمل ارادة القرب من الله.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام هي ولاية امير المؤمنين عليه السلام.

وفي البصائر عن الباقر عليه السلام هي الولاية ابين ان يحملنها كفراً وحملها الانسان والانسان ابو فلان.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام الامانة الولاية والانسان ابو الشّرور المنافق.

وعنه عليه السلام ما ملخّصه انّ الله عرض ارواح الأئمّة على السموات والأرض والجبال فغشيها نورهم وقال في فضلهم ما قال ثم قال فولايتهم امانة عند خلقي فأيّكم يحملها بأثقالها ويدّعيها لنفسه فأبت من ادّعاء منزلتها وتمنّي محلّها من عظمة ربّهم فلمّا اسكن الله آدم عليه السلام وزوجته الجنّة وقال لهما ما قال حملهما الشيطان على تمنّي منزلتهم فنظر اليهم بعين الحسد فخذلا حتّى اكلا من شجرة الحنطة وساق الحديث الى ان قال فلم يزل انبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها اوصياءهم والمخلصين من امّتهم فيأبون حملها ويشفقون من ادّعائها وحملها الانسان الذي قد عرف بأصل كلّ ظلم منه الى يوم القيامة وذلك قول الله عزّ وجلّ انّا عرضنا الامانة الآية.

والقمّي الامانة هي الامامة والامر والنهي والدليل على انّ الامانة هي الامامة قوله عزّ وجلّ للأئمّة

السابقالتالي
2