الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً } * { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }

{ (55) لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى آبَائِهِنَّ وَلاَ أَبْنَائِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ } استثناء لمن لا يجب الاحتجاب عنهم روي انّه لمّا نزلت آية الحجاب قال الآباء والابناء والاقارب يا رسول الله أو نكلّمهنّ ايضاً من وراء حجاب فنزلت { وَلاَ نِسَائِهِنَّ } يعني النساء المؤمنات { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } وقد مضى بيانه في سورة النّور { وَاتَّقِينَ اللهَ } فيما امرتنّ به { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا } لا يخفى عليه خافية.

{ (56) إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.

في ثواب الأعمال عن الكاظم عليه السلام انّه سئل ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمن قال صلاة الله رحمة من الله وصلاة الملائكة تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة ومن الملائكة تزكية ومن النّاس دعاء وامّا قوله عزّ وجلّ { سَلّمُوا تَسليماً } يعني التسليم فيما ورد عنه عليه السلام قيل فكيف نصلّي على محمد وآله قال تقولون صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته قيل فما ثواب من صلّى على النبيّ صلّى الله عليه وآله بهذه الصلوات قال الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امّه.

والقمّي قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعاؤهم له والتصديق والاقرار بفضله وقوله وسلّموا تسليماً يعني سلّموا له بالولاية وبما جاء به.

وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال أثنوا عليه وسلّموا له.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام في مجلسه مع المأمون قال وقد علم المعاندون منهم انّه لمّا نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللّهم صلّ على محمد وآل محمد كما صلّيت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انّك حميد مجيدٌ فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا ممّا لا خلاف فيه اصلاً وعليه اجماع الأمّة فهل عندك في الآل شيء اوضح من هذا في القرآن قال نعم اخبروني عن قول الله تعالىيسۤ * وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [يس: 1ـ4] فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمّد (ص) لم يشكّ فيه احد قال عليه السلام فانّ الله اعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ احد كنه وصفه الا من عقله وذلك انّ الله لم يسلّم على احد الاّ على الانبياء فقال تبارك وتعالى

السابقالتالي
2