الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً } * { إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }

{ (52) لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ } من مزيدة لتأكيد الاستغراق { وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ رَقِيبًا } قيل المعنى لا يحلّ لك النساء من بعد الاجناس المذكورة اللاّتي نصّ على احلالهنّ لك ولا ان تبدّل بهنّ ازواجاً من اجناس اخر وقيل معناه لا يحلّ لك النساء من بعد نسائك اللاّتي خيرتهنّ فاخترن الله ورسوله وهنّ التسع مكافأة لهنّ على اختيارهنّ الله ورسوله.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال انّما عني به لا يحلّ لك النّساء اللاّتي حرّم الله عليك في هذه الآيةحُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ } [النساء: 23] الى آخرها ولو كان الامر كما يقولون كان قد احلّ لكم ما لم يحلّ له لأنّ احدكم يستبدل كلّما أراد ولكنّ الامر ليس كما يقولون انّ الله عزّ وجلّ احلّ لنبيّه صلّى الله عليه وآله ان ينكح من النساء ما اراد الاّ ما حرّم في هذه الآية في سورة النساء.

ومثله عن الصادق عليه السلام في عدّة روايات وفي بعضها اراكم وانتم تزعمون انّه يحلّ لكم ما لم يحلّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله وفي بعضها احاديث آل محمد صلوات الله عليهم خلاف احاديث النّاس.

والقمّي لا تحلّ لك النساء من بعد ما حرّم عليه في سورة النساء وقوله ولا ان تبدّل بهنّ من ازواج معطوف على قصّة امرأة زيد ولو اعجبك حسنهنّ اي لا تحلّ لك امرأة رجل تتعرّض لها حتّى يطلّقها وتزوّجها انت ولا تفعل هذا الفعل بعد.

أقولُ: وهذه الأخبار كما ترى وكذا ما قاله.

القمّي رزقنا الله فهمها وقيل هذه الآية منسوخة بقوله { تُرْجِى مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤوِى إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ } فَإِنّه وان تقدّمها قراءة فهو مسبوق بها نزلاً.

{ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ } تدعون اليه { غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } غير منتظرين وقته او ادراكه من انى الطعام اذا ادرك { وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا } تفرّقوا ولا تمكثوا { وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِىَّ } لتضيّق المنزل عليه وعلى اهله واشتغاله بما لا يعنيه { فَيَسْتَحْيِى مِنْكُمْ } من اخراجكم { وَالله لاَ يَسْتَحِى مِنَ الْحَقِّ } فيأمركم بالخروج { وَإِذَا سَئَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا } شيئاً ينتفع به { فَاسئَلُوهُنَّ } المتاع { مَنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } الستر.

القمّي لما تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وكان يحبّها فأولم ودعا اصحابه وكان اصحابه اذا أكلوا يحبّون ان يتحدّثوا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان يحبّ ان يخلو مع زينب فأنزل الله عزّ وجلّ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ } الى قوله { مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } وذلك انّهم كانوا يدخلون بلا اذن.

السابقالتالي
2