الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }

{ (50) يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاّتِى آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ } مهورهنّ لأنّ المهر اجر على البضع { وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ } بالسبي { وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ اللاّتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِىُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }

في الكافي عن الباقر عليه السلام جاءت امرأة من الانصار الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة والمرأة متلبّسة متمشّطة فدخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله انّ المرأة لا تخطب الزوج وانا امرأة ايم لا زوج لي منذ دهر ولا ولد فهل لك من حاجة فان تك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله خيراً ودعا لها ثم قال يا اخت الانصار جزاكم الله عن رسول الله خيراً فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساؤكم فقالت لها حفصة ما اقلّ حيائك واجراك وانهمك للرجال فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله كفّي عنها يا حفصة فانّها خير منك رغبت في رسول الله فلمتها وعيّبتها ثم قال للمرأة انصرفي رحمك الله فقد أوجب الله لك الجنّة لرغبتك فيّ وتعرّضك لمحبّتي وسروري وسيأتيك امري ان شاء الله تعالى فأنزل الله عزّ وجلّ وامرأة مؤمنة الآية قال فأحلّ الله عزّ وجلّ هبة المرأة نفسها لرسول الله صلّى الله عليه وآله ولا يحلّ ذلك لغيره.

والقمّي كان سبب نزولها انّ امرأة من الانصار اتت رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد تهيّأت وتزيّنت فقالت يا رسول الله هل لك فيّ حاجة وقد وهبت نفسي لك فقالت لها عائشة قبّحك الله ما انهمك للرجال فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله مه يا عائشة فانّها رغبت في رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ زهدتنّ فيه ثم قال رحمك الله ورحمكم يا معاشر الانصار ينصرني رجالكم وترغب فيّ نساؤكم ارجعي رحمك الله فانّي انتظر امر الله عزّ وجلّ فأنزل الله تعالى { وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً } الآية فلا تحلّ الهبة الاّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله.

وفي المجمع قيل انّها لمّا وهبت نفسها للنبيّ قالت عائشة ما بال النساء يبذلن انفسهنّ بلا مهر فنزلت الآية فقالت عائشة ما ارى الله تعالى الاّ يسارع في هواك فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وانّك ان اطعت الله سارع في هواك.

وفي الخصال عن الصادق عليه السلام قال تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله بخمس عشر امرأة ودخل بثلاث عشرة منهنّ وقبض عن تسع فامّا اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسّناة وامّا الثلاث عشرة اللّواتي دخل بهنّ فأوّلهن خديجة بنت خويلد ثم سودة بنت زمعة ثم امّ سلمة واسمها هند بنت ابي اميّة ثم امّ عبد الله ثم عائشة بنت ابي بكر ثم حفصة بنت عمر ثمّ زينب بنت خزيمة بن الحارث امّ المساكين ثم زينب بنت جحش ثم امّ حبيب رملة بنت ابي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث ثم زينب بنت عميس ثم جويرية بنت الحارث ثم صفيّة بنت حيّ بن اخطب واللاتي وهبت نفسها للنبيّ خولة بنت حكيم السّلمي وكان له سريّتان يقسم لهما مع ازواجه مارية القبطيّة وريحانة الخندقيّة والتّسع اللّواتي قبض عنهن عائشة وحفصة وامّ سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث وامّ حبيب بنت ابي سفيان وصفيّة وجويريّة وسودة وافضلهنّ خديجة بنت خويلد ثم امّ سلمة ثم ميمونة { قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِى أَزْوَاجِهِمْ } من الشرائط والحصر في الاربع { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } والجملة اعتراض { لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ } اي خلص احلالها لك لمعان تقتضي التوسيع عليك { وَكَانَ اللهُ غَفُورًا } لما يعسر التحرّز عنه { رَحِيمًا } بالتوسعة في مظانّ الحرج.

السابقالتالي
2