الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } * { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } * { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً }

{ (30) يَا نِسَاءَ النَبِىّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ } ظاهر قبحها { يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } ضعفي عذاب غيرهنّ اي مثليه لأنّ الذنب منهنّ اقبح وقرء يضعّف بتشديد العين وبالنون ونصب الْعذاب { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا } لا يمنعه عن التضعيف كونهنّ نساء النبيّ وكيف وهو سببه.

القمّي عن الصادق عليه السلام قال الفاحشة الخروج بالسيف.

{ (31) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ } ومن يدم على الطاعة { للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ } مرّة على الطاعة ومرّة على طلبهنّ رضاء النبيّ صلّى الله عليه وآله بالقناعة وحسن المعاشرة وغير ذلك وقرء نعمل ونؤتها بالنون فيهما { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا } في الجنّة زيادة على اجرها.

القمّي عن الباقر عليه السلام قال كلّ ذلك في الآخرة حيث يكون الأجر يكون العذاب.

{ (32) يَا نِسَاءَ النَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ اللهَ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } قيل فلا تُجِبن بقولكنّ خاضعاً ليّناً مثل قول المريبات { فَيَطْمَع الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ } فجور { وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا } حسناً بعيداً عن الريبة.

{ (33) وَقِرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ } من الوقار او القرار وقرء بفتح القاف { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى }

في الاكمال عن ابن مسعود عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث انّ يوشع ابن نون وصيّ موسى عليه السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت انا احقّ منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتلتها واحسن اسرها وانّ ابنة ابي بكر ستخرج على عليّ في كذا وكذا الفاً من امّتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن اسرها وفيها انزل الله تعالى { وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولى } يعني صفراء بنت شعيب.

والقمّي عن الصادق عن ابيه عليهما السلام في هذا الآية قال اي سيكون جاهليّة اخرى { وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ } في سائر ما امركنّ به ونهاكنّ عنه { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }

القمّي ثمّ انقطعت مخاطبة نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله وخاطب اهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال انّما يريد الله الآية ثم عطف على نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال واذكرن ما يتلى ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال انّ المسلمين الآية.

وعن الباقر عليه السلام نزلت هذه الآية في رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ ابن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وذلك في بيت امّ سلمة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم البسهم كساء له خيبريّاً ودخل معهم فيه ثم قال اللّهم هؤلاء اهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللّهمّ اذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً فقالت امّ سلمة وانا معهم يا رسول الله قال ابشري يا امّ سلمة فانّك على خير وعن زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام انّ جهّالاً من الناس يزعمون انّه انّما اراد الله بهذه الآية ازواج النبيّ صلّى الله عليه وآله وقد كذبوا واثموا وايمن الله ولو عنى ازواج النبيّ صلّى الله عليه وآله لقال ليذهب عنكنّ الرّجس ويطهّركنّ تطهيراً وكان الكلام مؤنّثاً كما قال اذكرن ما يتلى في بيوتكنّ ولا تبرّجن ولستنّ كأحد من النساء.

السابقالتالي
2 3