الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } * { خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

{ (8) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَهُمْ جَنّاتُ النَّعِيمِ } اي لهم نعيم جنّات فعكس للمبالغة.

{ (9) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي لا يغلبه شيء فيمنعه عن انجاز وعده ووعيده { الْحَكِيمُ } الذي لا يفعل الاّ ما يستدعيه حكمته.

{ (10) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } صفة لعمد.

القمّي عن الرضا عليه السلام ثمّ عمد ولكن لا ترونها { وَأَلْقَى فِى الأَرْضِ رَوَاسِىَ } جبالاً شوامخ { أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } كراهة ان تميل بكم قيل انّ بساطة اجزائها تقتضي تبدّل احيازها واوضاعها لامتناع اختصاص كلّ منها لذاته او لشيء من لوازمه بحيّز ووضع معنيين { وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } من كلِّ صنف كثير المنفعة.

{ (11) هذَا خَلْقُ اللهِ } مخلوقه { فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } حتّى استحقّوا مشاركته في الالوهيّة { بَلِ الظّالِمُونَ فِى ضَلاَلٍ مُبِينٍ } اضراب عن تنكيتهم الى التسجيل عليهم بالضلال.

{ (12) وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ }

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال الفهم والعقل.

والقمّي عن الصادق عليه السلام قال اوتي معرفة امام زمانه { أَنِ اشْكُرْ للهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } لأنّ نفعه عائد اليها وهو دوام النعمة واستحقاق مزيدها { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِىٌّ } لا يحتاج الى الشكر { حَمِيدٌ } حقيق بالحمد حُمِد او لم يُحْمَد او محمود ينطق بحمده جميع مخلوقاته.

في الكافي عن الصادق عليه السلام شكر كلّ نعمة وان عظمت ان يحمد الله عزّ وجلّ عليها وفي رواية وان كان فيما انعم عليه حقّ ادّاه.

وفي اخرى عنه عليه السلام من انعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادّى شكرها.

وعنه عليه السلام اوحى الله عزّ وجلّ الى موسى (ع) يا موسى اشكرني حقّ شكري فقال يا ربّ وكيف اشكرك حقّ شكرك وليس من شكر اشكرك به الاّ وأنت انعمت به عليّ قال يا موسى الآن شكرتني حين علمت انّ ذلك منّي.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قال حقّاً اقول لم يكن لقمان نبيّاً ولكن كان عبداً كثير التفكّر حسن اليقين احبّ الله فأحبّه ومَنَّ عليه بالحكمة كان نائماً نصف النهار إذ جاءه نداء يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحقّ فأجاب الصوت ان خيّرني ربّي قبلت العافية ولم اقبل البلا وان هو عزم عليَّ فسمعاً وطاعة فانّي اعلم انّه ان فعل بي ذلك اعانني وعصمني فقالت الملائكة بصوت لا يريهم لمَ يا لقمان قال لأنّ الحكم اشدّ المنازل واكدها يغشاه الظُّلم من كلّ مكان ان وفى فبالحريّ ان ينجو وان اخطأ أخطأ طريق الجنّة ومن يكن في الدنيا ذليلاً وفي الآخرة شريفاً خير من ان يكون في الدنيا شريفاً وفي الآخرة ذليلاً ومن تخيّر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة فعجبت الملائكة من حُسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة فانتبه يتكلّم بها ثمّ كان يوازر داود (ع) بحكمته فقال له داود طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى.

السابقالتالي
2