الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } * { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } * { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } * { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ (40) اللهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَىْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ } وقرئ بالتّاء.

في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الحريص محروم ومع حرمانه مذموم في ايّ شيء كان وكيف لا يكون محروماً وقد فرّ من وثاق الله وخالف قول الله تعالى حيث يقول { اللهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ }

{ (41) ظَهَرَ الفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أِيْدِى النَّاسِ }.

القمّي قال في البرّ فساد الحيوان اذا لم تمطر وكذلك هلاك دوابّ البحر بذلك قال الصادق عليه السلام حياة دواب البحر بالمطر فاذا كفّ المطر ظهر الفساد فِى البَرِّ والبَحر وذلك اذا كثرت الذنوب والمعاصي.

وفي الكافي والقمّي عن الباقر عليه السلام قال ذاك والله حين قالت الانصار منّا امير ومنكم امير { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا } بعض جزائه فانّ تمامه في الآخرة { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عمّا هم عليه.

{ (42) قُلْ سِيرُوا فِى الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ } لتشاهدوا مصداق ذلك.

في الكافي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال عني بذلك اي انظروا في القرآن فعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم وما اخبركم عنه { كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ } اي كان سوء عاقبتهم لفشو الشرك فيهم

{ (43) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ } البليغ الاستقامة { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ } لتحتّم مجيئه { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } يتصدّعون اي يتفرّقون فريق في الجنّة وفريق في السّعير.

{ (44) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } اي وباله وهو النار المؤبّدة { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } يسوّون منازلهم في الجنّة.

في المجمع عن الصادق عليه السلام قال انّ العمل الصالح ليسيق صاحبه الى الجنّة فيمهّد له كما يمهّد لاحدكم خادمه فراشه { (45) لِيَجْزِىَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } اكتفى عن ذكر جزائهم بالفحوى.

{ (46) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ } رياح الرَّحمة { مُبَشِّرَاتٍ } بالمطر { وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ } المنافع التابعة لها { وَلِتَجْرِىَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ } يعني تجارة البحر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ولتشكروا نعمة الله فيها.