الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } * { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ }

{ (31) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } راجعين اليه مرّة بعد اخرى { واتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

{ (32) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ } اختلفوا فيما يعبدونه على اختلاف اهوائهم وقرئ فارقوا اي تركوا { وَكَانُوا شِيَعًا } فرقاً يشايع كلّ امامها الّذي اضلّ دينها { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } مسرورون ظنّاً بأنّه الحقّ

{ (33) وَإِذَا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ } شدّة { دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } راجعين اليه من دعاء غيره { ثُمَّ إِذَا أذَاقَهُم مِنْهُ رَحْمَةً } خلاصاً من تلك الشدّة { إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } فاجاؤا الاشراك بربّهم الذي عافاهم.

{ (34) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ } اللاّم فيه للعاقبة { فَتَمَتَّعُوا } التفات { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } عاقبة تمتّعكم.

{ (35) أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا } حجّة او ذا سلطان اي من معه برهان { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ } باشراكهم.

{ (36) وَإِذَا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً } نعمة من صحّة او سعة { فَرِحُوا بِهَا } بطروا بسببها { وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } شدّة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } بشؤم معاصيهم { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } من رحمته وقرئ بكسر النون.

{ (37) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ } فما لهم لم يشكروا ولم يحتسبوا في السرّاء والضرّاء كالمؤمنين { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يستدلّون بها على كمال القدرة والحكمة.

{ (38) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَُّه وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ } يقصدون بمعروفهم إيّاه خالصاً { وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ } حيث حصّلوا بما بسط لهم النّعيم المقيم.

في المجمع عنهما عليهما السلام انّه لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله اعطى فاطمة فدكاً وسلّمه اليها وقد سبق في سورة بني إسرائيل الكلام في هذا المعنى مستوفى.

{ (39) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا } هديّة يتوقّع بها مزيد مكافأة وقرء اتيتم بالقصر { لِيَرْبُوا فِى أَمْوَالِ النَّاسِ } ليزيد ويزكو في اموالهم يعني ينمو فيها ثم يرجع اليه وقرئ بالتّاء المضمومة وسكون الواو { فَلاَ يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ } فلا يزكو عنده يعني لا يثاب عليه من عند الله.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال الرّبا ربائان ربا يؤكل وربا لا يؤكل فأمّا الذي يؤكل فهديّتك الى الرجل تطلب منه الثواب افضل منها فذلك الربا الذي يؤكل وهو قول الله عزّ وجلّ { ومَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوا فِى أَمْوَالِ النّاسِ فَلاَ يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ } وامّا الذي لا يؤكل فهو الذي نهى الله عنه واوعد عليه النار.

والقمّي عنه عليه السلام الرّبا ربائان احدهما حلال و الآخر حرام فامّا الحلال فهو ان يقرض الرجل اخاه قرضاً طمعاً ان يزيده ويعوّضه بأكثر ممّا يأخذه بلا شرط بينهما فان اعطاه اكثر ممّا اخذه على غير شرط بينهما فهو مباح له وليس له ثواب عند الله فيما اقرضه وهو قوله فلا يربُو عند الله وامّا الحرام فالرّجل يقرض قرضاً ويشترط أن يردّ اكثر ممّا اخذه فهذا هو الحرام.

السابقالتالي
2