الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ } * { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

{ (10) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ أسَاؤُا السُّوآى } قيل اي ثم كان عاقبتهم العقوبة وضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على ما اقتضى ان يكون تلك عاقبتهم والسُّوءى تأنيث اسوء وقرئ عاقبة بالنصب { أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُنَ } قيل أن كذّبوا اما بدل او هو خبر كان والسّوأ مصدر اساؤا او مفعوله بمعنى ثم كان عاقبة الذين اقترفوا الخطيئة ان طبع الله على قلوبهم حتّى كذّبوا الآيات واستهزؤا بها.

{ (11) اللهُ يَبْدَؤُ الْخَلْقَ } ينشئهم { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يبعثهم { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } للجزاء وقرئ بالياء.

{ (12) وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ } يسكتون متحيّرين آيسين.

{ (13) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ } ممّن اشركوهم بالله { شُفَعَاءُ } يجيرونهم من عذاب الله { وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ }.

{ (14) وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } القمّي قال الى الجنّة والنار.

{ (15) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }

القمّي اي يكرمون واصله السّرور.

{ (16) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } لا يغيبون عنه.

{ (17) فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }

{ (18) وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } قيل اخبار في معنى الأمر بتنزيه الله سبحانه وتعالى والثناء عليه في هذه الأوقات التي تظهر فيها قدرته ويتجدّد فيها نعمته وقيل الآية جامعة للصلوات الخمس تمسون صلاة المغرب والعشاء وتصبحون صلاة الفجر وعشيّاً صلاة العصر وتظهرون صلاة الظهر.

{ (19) يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ }

القمّي قال يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن.

ورواه في المجمع عنهما عليهما السلام كما مرّ { وَيُحْيىِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } من قبوركم وقرئ بفتح التاء.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام في قوله يحيي الأرض بعد موتها قال ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيى الأرض لاحياء العدل ولاقامة الحدّ فيه انفع في الأرض من القطر اربعين صباحاً.

{ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ }

{ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا } لتميلوا اليها وتألّفوا بها فانّ الجنسيّة علّة للضمّ والاختلاف سبب للتنافر { وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } بواسطة الزّواج { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيعلمون ما في ذلك من الحكم.

{ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } لغاتكم { وَأَلْوَانِكُمْ } بياض الجلد وسواده وما بينهما { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالَمِينَ } وقرئ بكسر اللاّم.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال الإِمام عليه السلام اذا بصر الرجل عرفه وعرف لونه وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو انّ الله يقول { ومن آياته خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } الآية قال وهم العلماء فليس يسمع شيئاً من الامر ينطق به الاّ عرفه ناج او هالك فلذلك يجيبهم بالّذي يجيبهم.

السابقالتالي
2