الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } * { فِيهِ ءَايَٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ }

{ (94) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللِه الْكَذَبَ } بزعمه أنّ ذلك كان محرماً على الأنبياء وعلى بني إسرائيل قبل انزال التوراة { مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ } من بعد ما لزمهم الحجّة { فَأوْلئكَ هُمُ الظّالِمُونَ } لأنفسهم لمكابرتهم الحقّ من بعد وضوحه.

{ (95) قُلْ صَدَقَ اللهُ } تعريض بكذبهم أي ثبت أنّ الله صادق فيما أنزله وأنتم الكاذبون { فَاتّبِعُوا مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } وهي ملّة الإسلام التي عليها محمد صلّى الله عليه وآله وسلم ومن آمن معه ثمّ برّأ سبحانه إبراهيم ممّا كان ينسبه اليهود والمشركون إليه من كونه على دينهم فقال { وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكينَ }.

{ (96) إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ } ليكون متعبداً لهم { لَلّذِي بِبَكّةَ } البيت الذي ببكة وهو الكعبة.

في الكافي عنهما عليهما السلام. وفي الفقيه والعياشي عن الباقر عليه السلام قال لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن متن الماء حتى صار موجاً ثم ازبد فصار زبداً واحداً فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلاً من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله تعالى انّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركاً وزاد في الفقيه فأوّل بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثم مدّت الأرض منها.

وفي أنَّ الله اختار من كل شيء شيئاً اختار من الأرض موضع الكعبة.

وفي العلل عن الصادق عليه السلام انّما سمّيت مكّة بكّة لأنّ الناس يبكّون فيها يعني يزدحمون.

وفي رواية أخرى لبكاءِ الناس حولها وفيها وقيل لأنّها تبك أعناق الجبابرة يعني تدقّها.

وعنه عليه السلام موضع البيت بكّة والقرية مكّة.

وعن الباقر عليه السلام انّما سمّيت مكّة بَكّةَ لأنّه يبكّ بها الرجال والنّساء والمرئة تصلّي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك لأنّه انّما يكره في ساير البلدان.

وفي الخصال عن الصادق عليه السلام اسماء مكة خمسة أم القرى ومكّة وبكّة والبسّاسة إذا ظلموا بها بستّهم أي أخرجتهم وأهلكتهم وامّ رُحم كانوا إذا لزموها رحموا، ومثله في الفقيه مرسلاً.

وفيه عن الصّادق عليه السلام قال انّ الله عز وجلّ انزله لآدم من الجنة وكانت درّة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي اسّه وهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً فأمر الله عز وجلّ إبراهيم وإسماعيل لبنيان البيت على القواعد.

وفي الكافي عنه عليه السلام قال كان موضع الكعبة ربوة من الأرض بيضاء تضيء كضوء الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه فاسودت فلما نزل آدم رفع الله تعالى له الأرض كلها حتى رآها ثم قال هذه لك كلها قال يا رب ما هذه الأرض البيضاء المنيرة قال هي حرمي في أرضي وقد جعلت عليك أن تطوف بها في كل يوم سبعماءة طواف.

السابقالتالي
2 3 4 5