الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ } * { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ (87) أوْلئك جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ والْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ }.

{ (88) خَالِدِينَ فِيْهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ }.

{ (89) إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ } يقبل توبتهم { رَحِيمٌ } يتفضّل عليهم.

في المجمع عن الصادق عليه السلام نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له الحارث ابن سويد بن الصامت وكان قتل المحذّر بن زياد البلوي غدراً وهرب وارتدّ عن الإسلام ولحق بمكة فندم فأرسل إلى قومه ان اسألوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هل لي من توبة فسألوا فنزلت فحملها رجل من قومه إليه فقال إني لأعلم انك لصدوق وان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أصدق منك وان الله تعالى اصدق الثلاثة ورجع إلى المدينة وتاب وحسن اسلامه.

{ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً } كاليهود كفروا بعيسى والانجيل بعد الإيمان بموسى والتوراة ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلم والقرآن أو كفروا بمحمد بعدما آمنوا به قبل مبعثه ثم ازدادوا كفراً بالاصرار والعناد والطعن فيه والصد عن الإيمان ونقض الميثاق وكقوم ارتدوا ولحقوا بمكة ثم ازدادوا كفراً بقولهم نتربص بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلم ريب المنون أو نرجع إليه وننافقه باظهار التوبة { لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } لأنها لا تكون عن الاخلاص أو لأنها لا تكون إلا عند اليأس ومعاينة الموت { وَاوْلئك هُمُ الضَّالُّونَ } الثابتون على الضلال.

{ (91) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كفّارٌ فَلَنْ يُقبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأرْضِ ذَهَباً } ما يملؤا الأرض من الذهب { وَلَوِ افْتَدَى بِهِ } نفسه من العذاب قيل تقديره فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء الأرض ذهباً ويحتمل أن يكون المراد فلن يقبل من أحدهم انفاقه في سبيل الله بملء الأرض ذهباً في الدنيا ولو كان على وجه الافتداء من عذاب الآخرة من دون توقع ثواب آخر { اولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِيْنَ }.

{ (92) لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ } لن تبلغوا حقيقته ولا تكونوا ابراراً { حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ } من المال والجاه والمهجة وغيرها في طاعة الله.

في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبّون قال هكذا فاقرأها.

وفي المجمع اشترى عَليٌّ صلوات الله وسلامه عليه ثوباً فأعجبه فتصدق به وقال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول " من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنة ومن أحب شيئاً فجعله الله قال الله يوم القيامة قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف وأنا أكافيك اليوم بالجنة ".

وعن الحسين بن علي والصادق صلوات الله عليهم انهما كانا يتصدقان بالسكر ويقولان انه أحب الأشياء الينا وقد قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون { وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ } محبوب أو غيره { فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } فيجازيكم بحسبه.

السابقالتالي
2