الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } * { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ }

{ (79) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ } في المجمع قيل أن ابا رافع القرظي والسيد النجراني قالا يا محمد أتريد أن نعبدك ونتّخذك رباً فقال معاذ الله ان يعبد غير الله وأن نأمر بغير عبادة الله فما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فنزلت { وَلَكِنْ كُونُوا رَبّانيِّينَ } ولكن يقول كونوا ربّانيين والرّباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون وهو الكامل في العلم والعمل.

والقمّي أي ان عيسى لم يقل للناس إني خلقتكم وكونوا عباداً لي من دون الله ولكن قال لهم كونوا ربّانيين اي علماء.

{ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } بسبب كونكم معلمين الكتاب ودارسين له فإن فائدة التعليم والتعلّم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل، وقرئ بالتخفيف اي بسبب كونهم عالمين.

في العيون عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال " لا ترفعوني فوق حقي فان الله تعالى اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً " ثم تلا هذه الآية.

وعن أمير المؤمنين يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط وانا لبراء إلى الله تعالى ممن يغلو فينا فيرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم من النصارى.

{ (80) وَلاَ يَأْمُرُكُمْ } وقرئ بنصب الراء { أَنْ تَتّخِذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأَمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْتُم مُسْلِمُونَ } القمّي كان قوم يعبدون الملائكة وقوم من النصارى زعموا ان عيسى رب واليهود قالوا عزير ابن الله فقال الله ولا يأمركم الاية.

{ (81) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيْثَاقَ النّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ } وقرئ بكسر اللام وآتيناكم { مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ } في الجوامع والمجمع عن الصادق عليه السلام وإذا أخذ الله ميثاق امم النبيين كل امة بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به فما وفوا به وتركوا كثيراً من شرائعهم وحرّفوا كثيراً منها.

والعياشي عن الباقر عليه السلام ما في معناه مبسوطاً وقال هكذا انزلها الله يعني طرح منها.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام ان الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبيّنا ان يخبروا اممهم بمبعثه ونعته ويبشّروهم به ويأمروهم بتصديقه.

وعنه عليه السلام انه قال لم يبعث الله نبياً آدم ومن بعده الا أخذ عليه العهد لئن بعث محمداً صلّى الله عليه وآله وسلم وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنه وامره ان يأخذ العهد بذلك على قومه.

والقمّي والعياشي عن الصادق عليه السلام ما بعث الله نبياً من لدن آدم فهلم جرّاً الا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين وهو قوله لتؤمنن به يعني رسول الله ولتنصرنّه يعني أمير المؤمنين عليهما السلام.

السابقالتالي
2