الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } * { رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلَتَ وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ } * { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } * { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ }

{ (51) إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبّكُمْ } اشارة إلى استكمال العلم بالاعتقاد الحق الذي غايته التوحيد { فَاعْبُدُوهُ } اشارة إلى استكمال العمل بملازمة الطاعة التي هي الاتيان بالأوامر والانتهاء عن النواهي { هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيْمٌ } إشارة إلى أن الجمع بين الأمرين هو الطريق المشهود له بالاستقامة.

{ (52) فَلَمّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ } لما سمع ورأى أنهم يكفرون كذا رواه القمي عن الصادق عليه السلام { قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إلَى اللهِ } من أعواني إلى سبيله { قَالَ الْحَوَارِيُّونَ } حواري الرجل خالصته من الحور وهو البياض الخالص.

في العيون عن الرضا عليه السلام انه سئل لم سمي الحواريون الحواريين قال اما عند الناس فانهم سمّوا حواريين لأنهم كانوا قصَّارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحوار واما عندنا فسمي الحواريون الحواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين غيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير.

وفي التوحيد عنه عليه السلام انهم كانوا اثني عشر رجلاً وكان افضلهم واعلمهم ألوقا.

{ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ } أنصار دينه { آمَنّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } كن شهيداً لنا عند الله يوم القيامة حين يشهد الرسل لقومهم وعليهم.

{ (53) رَبّنَا آمنّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّاهِدِينَ } بوحدانيتك أو مع الشاهدين مع الناس ولهم.

{ (54) وَمَكَرُوا } اي الذين أحس عيسى منهم الكفر من اليهود بأن وكّلوا عليه من يقتله غيلة { وَمَكَرَ اللهُ } حين رفع عيسى والقى شبهه على من قصد اغتياله حتى قتل بدلاً منه كما روته العامة.

ومضى عن تفسير الامام عليه السلام ايضاً في سورة البقرة أو على أحد من خواصه ليكون معه في درجته كما ذكره القمي ويأتي عن قريب والمكر من حيث انه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرّة لا يسند إلى الله تعالى إلا على سبيل المقابلة والازدواج أو بمعنى المجازاة كما مر عن الرضا عليه السلام { وَاللهُ خَيْرُ الَمَاكِرِينَ } أقواهم مكراً وانفذهم كيداً وأقدرهم على العقاب من حيث لا يحتسب المعاقب.

{ (55) إذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إنِّي مُتَوَفِّيكَ } متوفي أجلك ومؤخرك إلى أجلك المسمى عاصماً اياك من قتلهم أو قابضك من الأرض من توفيت مالي أو مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت { وَرَافِعُكَ إليَّ } إلى محل كرامتي ومقر ملائكتي { وَمُطَهّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } من سوء جوارهم { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ } من المسلمين والنصارى { فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا } من اليهود والمكذبين { إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } يغلبونهم بالمحجة والسيف { ثُمَّ إليَّ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَأحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من أمر الدين.

{ (56) فَأَمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِيْنَ }.

{ (57) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ } تفسير للحكم وتفصيل له وقرئ فتوفّاهم بالتاء { وَاللهُ لاَ يُحِبّ الظَالِمِينَ } في الاكمال عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في حديث

السابقالتالي
2