الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } * { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ (35) إذْ قَالَتِ } اذكر إذ قالت أو سميع بقول امرأة عمران عليم بنيّتها إذ قالت { امْرَأَتُ عِمْرَانَ } هي امرأة عمران بن ماثان امّ مريم البتول جدّة عيسى بنت قافوذا والمشهور ان اسمها حنّة كما يأتي عن الصادق عليه السلام.

وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام انه قال لنصراني امّا امّ مريم فاسمها مرثار وهي وهيبة بالعربية.

{ رَبِّ إنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً } معتقاً لخدمة بيت المقدّس لا أشغله بشيء { فَتَقَبّلْ مِنِّي } ما نذرته { إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ } لقولي { الْعِلِيمُ } بنيّتي.

{ (36) فَلَمّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } اعتراض وهو قول الله { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } من تتمّه كلام امرأة عمران، وقرئ بما وَضَعْت على انّه من كلامها تسلية لنفسها أي ولعل لله فيه سراً او الانثى كان خيراً.

ورواها في المجمع عن علي عليه السلام في الكافي والقمي عن الصادق عليه السلام قال ان الله أوحى إلى عمران انّي واهب لك ذكراً سويّاً مباركاً يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى باذن الله وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل فحدّث عمران امرأته حنّة بذلك وهي أمّ مريم فلمّا حملت بها كان حملها عند نفسها غلاماً فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها انثى وليس الذّكر كالأنثى لا تكون البنت رسولاً يقول الله تعالى: { والله أعلم بما وضعت } فلما وهب الله لمريم عيسى عليه السلام كان هو الذي بشّر به عمران ووعده إيّاه فإذا قلنا في الرجل منّا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.

والعياشي عن الباقر عليه السلام ما يقرب منه.

وعن الصادق صلوات الله عليه ان المحرّر يكون في الكنيسة لا يخرج منها فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالأنثى ان الانثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرّر لا يخرج من المسجد، عن أحدهما عليهما السلام نذرت ما في بطنها للكنيسة ان يخدم العباد وليس الذكر كالانثى في الخدمة قال نشبت وكانت تخدمهم وتناوئهم حتى بلغت فأمر زكريا ان يتخذ لها حجاباً دون العباد.

{ وَإِنِّي سَمّيْتُهَا مَرْيَمَ } انه قلت ذلك تقرّباً إلى الله وطلباً لأن يعصمها ويصلحها حتى يكون فعلها مطابقاً لاسمها فان مريم في لغتهم بمعنى العابدة { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيّتَهَا } أجيرها بحفظك { مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيْمِ } المطرود واصل الرّجم الرّمي بالحجارة.

في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسّه حين يولد فيستهلّ صارخاً من مسه إلاّ مريم وابنها " ، قيل معناه ان الشيطان يطمع في اغواء كل مولود بحيث يتأثر من طمعه فيه الاّ مريم وابنها فان الله عصمها ببركة هذه الاستعاذة.

السابقالتالي
2