الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } * { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ }

{ (16) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النّارِ }.

{ (17) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } المصلين في وقت السحر كذا في المجمع عن الصادق عليه السلام قال من استغفر سبعين مرة في وقت السّحَر فهو من أهل هذه الآية.

وفي الفقيه والخصال عنه عليه السلام من قال في وتره إذا أوتر استغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة وهو قائم فواظب على ذلك حتى تمضي له سنة كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار ووجبت له المغفرة من الله تعالى، قيل تخصيص الأسحار لأن الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة لأن العبادة حينئذ اشق والنفس اصفى والروع أجمع سيّما للمتهجدين.

{ (18) شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ } بين وحدانيته بظهوره في كل شيء وتعرّفه ذاته في كل نور وفيء ولقوم بنصب الدلائل الدالة عليها ولقوم بانزال الآيات الناطقة بها { وَالْمَلائِكَةُ } بالإقرار ذاتاً لقوم وفعلاً لقوم قولاً لقوم { وَأُوْلُوا الْعِلْمِ } بالإيمان والعيان والبيان شبه الظهور والاظهار في الانكشاف والكشف بشهادة الشاهد { قَائِماً بِالْقِسْطِ } مقيماً للعدل.

العياشي عن الباقر عليه السلام أن أولي العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط والقسط هو العدل { لاَ إِله إلاَّ هُوَ } تأكيد وتمهيد لقوله { الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.

{ (19) إنَّ الّدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسلاَمُ } لا دين مرضي عند الله سوى دين الإسلام وهو التوحيد والتدرع بالشرع الذي جاء به محمد.

في الكافي عن الصادق عليه السلام ان الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان عليه يثابون.

{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } في الإسلام { إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } حسداً وطلباً للرئاسة لا لشبهة فيه { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيْعُ الْحِسَابِ } وعيد لمن كفر منهم.

{ (20) فَإِنْ حَاجُّوكَ } في الدين وجادلوك فيه بعدما أقمت لهم الحجج { فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ } أخلصت نفسي وجملتي له لا أشرك فيها غيره، قيل عبّر عن النفس بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة ومظهر القوى والحواس { وَمَنِ اتّبَعَنِ } واسلم من اتّبعني { وَقُلْ للّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ } الذين لا كتاب لهم كمشركي العرب { أَسْلَمْتُمْ } كما أسلمت لما أوضحت لكم الحجة أم انتم بعد على كفركم ونظيره قوله فهل أنتم منتهون { فَإِنْ أَسْلَمُوْا فَقَدِ اهْتَدُوا } فقد نفعوا أنفسهم بأن أخرجوها من الضلال { وَإِنْ تَوَلّوا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبلاَغُ } فلم يضروك إذا ما عليك إلا أن تبلّغ وقد بلّغت { وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } وعد ووعيد.

{ (21) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يأَمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } قيل هم أهل الكتاب الذين في عصره صلّى الله عليه وآله قتل أوائلهم الأنبياء ومتابعيهم من عباد بني إسرائيل وهم رضوا به وقصدوا قتل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين ولكن الله عصمهم وقد سبق مثله في سورة البقرة وقرئ يقاتلون الذين.

السابقالتالي
2