الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } * { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } * { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

{ (49) بَلْ هُوَ } القرآن { آياتٌ بَيِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }

في الكافي عن الباقر عليه السلام انّه تلا هذه الآية فأومى بيده الى صدره وعنه عليه السلام انّه تلاها فقال ما بين دفّتي المصحف قيل من هم قال من عسى ان يكونوا غيرنا.

وعن الصادق عليه السلام هم الأئمّة عليهم السلام وقال نحن وايّانا عنى في اخبار كثيرة { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاّ الظّالِمُونَ }

{ (50) وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ } مثل ناقة صالح وعصا موسى (ع) ومائدة عيسى (ع) وقرء آيات { قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللهِ } ينزلها كما يشاء لست املكها فآتيكم بما تقترحونه { وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ } ليس من شأني الاّ الإِنذار بما اعطيت من الآيات.

{ (51) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } اية مغنية عمّا اقترحوه { أَنّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ } يدوم تلاوته عليهم { إِنّ فِى ذَلِكَ } أي في ذلك الكتاب والذي هو آية مستمرّة وحجّة مبيّنة { لَرَحْمَةً } لنعمة عظيمةً { وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } وتذكرة لمن همّه الإِيمان دون التعنّت.

روي انّ اناساً من المسلمين اتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله بكتف كتب فيها بعض ما يقوله اليهود فقال كفا بها ضلالة قوم ان يرغبوا عمّا جاء به نبيّهم الى ما جاء به غير نبيّهم فنزلت.

{ (52) قُلْ كَفَى بِاللهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا } بصدقي وقد صدّقني بالمعجزات { يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } فلا يخفى عليه حالي وحالكم { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ } وهو ما يعبدون من دون الله { وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ } في صفقتهم حيث اشترو الكفر بالإِيمان.

{ (53) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ } بقولهم امطر علينا حجارة من السماء { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُسَمّىً } لكلّ عذاب وقوم { لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ } عاجلاً { وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً } فجأة في الدنيا كوقعة بدر أو الآخرة عند نزول الموت بهم { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } باتيانه.

{ (54) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } لاحاطة اسبابها بهم.

{ (55) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ } وقرئ بالنون { ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

(56) يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِى وَاسِعَةٌ فَإِيّاىَ فَاعْبُدُونِ } اي اذا لم يتيسّر لكم العبادة في بلدة فهاجروا الى حيث يتمشّى لكم ذلك.

القمّي عن الباقر عليه السلام قال يقول لا تطيعوا اهل الفسق من الملوك فان خفتموهم ان يفتنوكم عن دينكم فانّ ارضي واسعة وهو يقولفِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ } [النساء: 97] فقالأَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } [النساء: 97]

. وفي المجمع عن الصادق عليه السلام اذا عصي الله في ارض انت بها فاخرج منها الى غيرها.

وفي الجوامع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله من فرّ بدينه من ارض الى ارض وان كان شبراً من الارض استوجب بها الجنّة وكان رفيق ابراهيم (ع) ومحمّد صلّى الله عليه وآله.

السابقالتالي
2