الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }

{ (84) حَتّى إِذَا جَاؤُا } إلى المحشر { قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِى وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أمّاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ام ايّ شيء كنتم تَعْمَلُونَ بعد ذلك وهو للتّبكيت إذ لم يفعلوا غير التكذيب.

{ (85) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ } حلّ بهم العذاب الموعود { بما ظَلَمُوا } بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله { فَهُمْ لاَ يَنْطِقُونَ } بالاعتذار لشغلهم بالعذاب.

القمّي عن الصادق عليه السلام في الحديث الذي مضى في تفسير الدّابة أوّلاً قال والدليل على ان هذا في الرجعة قوله { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا } الآية قال الآيات امير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام فقال الرجل انّ العامة تزعم انّ قوله عزّ وجلّ ويوم نحشر من كلّ امّة فوجاً عنى في يوم القيامة فقال عليه السلام فيحشر الله عزّ وجلّ يوم القيامة من كلّ امّة فوجاً ويدع الباقين لا ولكنّه في الرجعة وامّا آية القيامة فهيوَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } [الكهف: 47] وعنه عليه السلام ليس احد من المؤمنين قتل الاّ ويرجع حتّى يموت ولا يرجع الاّ من محض الايمان محضاً ومن محض الكفر محضاً وفي الكافي عنه عليه السلام في قولهبَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } [الإسراء: 5] انّهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وتراً لآل محمّد صلوات الله عليهم الاّ قتلوه وقد سبق تمام الحديث في سورة بني اسرائيل فلا حاجة بنا الى اعادته قال في المجمع وقد تظاهرت الأخبار عن ائمّة الهدى من آل محمد صلوات الله عليهم في انّ الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي عليه السلام قوماً ممّن تقدّم موتهم في اوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويتبهّجوا بظهور دولته ويعيد ايضاً قوماً من اعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقّونه من العقاب في القتل على ايدي شيعته او الذلّ والخزي ممّا يشاهدون من علوّ كلمته ولا يشكّ عاقل انّ هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدّة مواضع مثل قصّة عزير وغيره على ما فسّرناه في موضعه وصحّ عن النبي صلّى الله عليه وآله قوله سيكون في امّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل حذو النّعل بالنعل والقذّة بالقذّة حتّى لو انّ احدهم دخل حجر ضب لدخلتموه.

أقولُ: وقد صنّف الحسن بن سليمان الحلّي طاب ثراه كتاباً في فضائل اهل البيت عليهم السلام اورد فيه اخباراً كثيرة في اثبات الرجعة وتفاصيل احوالها وذكر فيه انّ الدابة امير المؤمنين عليه السلام في اخبار كثيرة متوافقة المعاني ونقل اكثرها من كتاب سعد بن عبد الله المسمّى بمختصر البصائر ولنورد هنا من كتابه حديثاً واحداً ومن اراد سائرها فليراجع اليه وهو ما رواه عن الاصبغ بن نباته انّ عبد الله الكوا اليشكريّ قام الى امير المؤمنين عليه السلام فقال يا امير المؤمنين انّ اناساً من اصحابك يزعمون انّهم يردّون بعد الموت فقال امير المؤمنين (ع) نعم تكلّم بما سمعت ولا تزد في الكلام ممّا قلت لهم قال قلت لا أؤمن بشيء ممّا قلتم فقال له امير المؤمنين عليه السلام ويلك انّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ثمّ ردّهم الى الدنيا ليسوفوا ارزاقهم ثم اماتهم بعد ذلك قال فكبّر عليّ الكوّا ولم يهتد له فقال له امير المؤمنين عليه السلام ويلك تعلم انّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فانطلق بهم معه ليشهدوا له اذا رجعوا عند الملأ من بني اسرائيل انّ ربّي قد كلّمني فلو انّهم سلّموا ذلك وصدّقوا به لكان خير لهم ولكنّهم قالوا لموسى

السابقالتالي
2