الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ } * { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } * { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ }

{ (79) فَتَوَكَّل عَلَى اللهِ } ولا تبال بمعاداتهم { إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ } وصاحب الحقّ حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره.

{ (80) إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ } وقرء بالياء المفتوحة ورفع الصمّ { إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ } شبّهوا بالموتى والصمّ لعدم انتفاعهم بما يتلى عليهم.

{ (81) وَمَا أَنْتَ بِهَادِى الْعُمْى } وقرء تهدي العمى { عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ } حيث انّ الهداية لاَ تحصل الاّ بالبصر { إِنْ تُسْمِعُ } ما يجدي اسماعك { إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } من هو في علم الله كذلك { فَهُمْ مُسْلِمُونَ } مخلصون.

{ (82) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ } وهو ما وعدوا به من الرّجعة عند قيام المهديّ عليه السلام كما يأتي بيانه عن قريب { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } وقرء تكلمهم بالتخفيف من الكلم بمعنى الجرح.

وفي الجوامع عن الباقر عليه السلام قال كلم الله من قرء تكلمهم ولكن تكلّمهم بالتشديد.

والقمّي عن الصادق عليه السلام قال انتهى رسول الله صلّى الله عليه وآله الى امير المؤمنين عليه السلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه فحرّكه برجله ثم قال له قم يا دابّة الأرض فقال رجل من اصحابه يا رسول الله ايسمّي بعضنا بعضاً بهذا الإِسم فقال لا والله ما هو الاّ له خاصّة وهو الدّابّة الذي ذكره الله في كتابه فقال عزّ وجلّ { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ } الآية ثم قال يا عليّ اذا كان آخر الزمان اخرجك الله في احسن صورة ومعك ميسم تسم به اعداءك فقال رجل لابي عبد الله عليه السلام انّ العامة يقولون انّ هذه الدابة انما تكلّمهم فقال أبو عبد الله كلمهم الله في نار جهنّم انّما هو يكلّمهم من الكلام.

وعنه عليه السلام قال قال رجل لعمّار بن ياسر يا ابا اليقظان انّ آية في كتاب الله قد افسدت قلبي وشكّكتني فقال وايّة آية هي قال قوله عزّ وجلّ { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ } الآية فأيّة دابّة هذه قال عمّار والله ما اجلس ولا آكل ولا اشرب حتّى اريكها فجاء عمّار مع الرجل إلى امير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل تمراً وزبداً فقال يا ابا اليقظان هلمّ فاقبل عمّار وجلس ياكل معه فتعجّب الرجل منه فلمّا قام عمّار قال الرجل سبحان الله انّك حلفت ان لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى تريني الدابة قال عمّار قد اريتكها ان كنت تعقل.

وفي المجمع انّه روى العيّاشي هذه القصة بعينها عن ابي ذرّ ايضاً.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام ولقد اعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب وانّي لصاحب الكرّات ودولة الدول وانّي لصاحب العصا والميسم والدّابة الّتي تكلّم الناس.

السابقالتالي
2