الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } * { فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } * { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } * { قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } * { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } * { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ }

{ (5) وَمَا يَأتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ } بوحيه الى نبيّه صلّى الله عليه وآله { مُحْدَثٍ } مجدّد إنزاله { إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } الاّ جدّدوا اعراضاً واصراراً على ما كانوا عليه.

{ (6) فَقَدْ كَذَّبُوا } اي بالذّكر بعد اعراضهم وامعنوا في تكذيبه بحيث ادّى بهم إلى الاستهزاء { فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } من انّه كان حقّاً ام باطلاً وكان حقيقاً بان يصدّق ويعظم قدره او يكذّب فيستخفّ امره.

{ (7) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ } اولم ينظروا الى عجائبها { كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ } صنف { كَرِيمٍ } محمود كثير المنفعة.

{ (8) إِنَّ فِى ذَلِكَ لآَيَةً } على انّ منبتها تام القدرة والحكمة سابغ النعمة والرحمة { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ }.

{ (9) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ } الغالب القادر على الانتقام من الكفرة { الرَّحِيمُ } حيث امهلهم.

{ (10) وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } بالكفر والاستعباد بني اسرائيل وذبح اولادهم.

{ (11) قَوْمَ فِرْعَوْنَ } لعلّ الاقتصار على القوم للعلم بانّ فرعون اولى بذلك { ألا يَتَّقُونَ } تعجيب من افراطهم في الظلم واجترائهم.

{ (12) قَالَ رَبِّ إِنِّى أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ }

{ (13) وَيَضِيقُ صَدْرِى وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ } ليقوى به قلبي وينوب منابي اذا اعتراني الحبسة في اللّسان.

{ (14) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ } تبعة ذنب وهو قتل القبطي سمّاه ذنباً على زعمهم { فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ } به قبل أداء الرسالة.

{ (15) قَالَ كَلاّ فَاذْهَبَا } اجابة له الى الطّلبتين يعني ارتدع يا موسى عمّا تظنّ فاذهب أنت والذي طلبته { بِآيَاتِنَا إِنّا مَعَكُمْ } يعني موسى وهارون وفرعون { مُسْتَمِعُونَ } لما يجري بينكما وبينه فأظهر كما عليه.

{ (16) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إنّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } افرد الرسول لأنّه مصدر وصف به فانّه مشترك بين المرسل والرسالة.

{ (17) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَائِيلَ } خلّهم يذهبوا معنا إلى الشام.

{ (18) قَالَ }: اي فرعون لموسى بعد ان اتياه فقالا له ذلك { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا } في منازلنا { وَلِيدًا } طفلاً { ولَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ }.

{ (19) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى فَعَلْتَ } يعني قتل القبطي وبّخه به مُعظماًايّاه بعد ما عدّد عليه نعمته { وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } بنعمتي.

القمّي عن الصادق عليه السلام قال لمّا بعث الله موسى الى فرعون اتى بابه فاستأذن عليه فلم يأذن له فضرب بعصاه الباب فاصطكّت الأبواب مفتّحة ثمّ دخل على فرعون فأخبره انّي رسول ربّ العالمين وسأله ان يرسل معه بني إسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله { ألم نربّك } الى قوله { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى فَعَلْتَ } يعني قتلت الرجل وانت من الكافرين يعني كفرت نعمتي.

{ (20) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ } قيل من الجاهلين.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام أنّه سئل عن ذلك مع انّ الأنبياء معصومون فقال قال وانا من الضّالين عن الطريق بوقوعي الى مدينة من مداينك.

أقولُ: لعل المراد انّه ورّى لفرعون فقصد الضّلال عن الطريق وفرعون انّما فهم منه الجهل والضلال عن الحقّ فانّ الضّلال عن الطريق لا يصلح عذراً للقتل.