الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً } * { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } * { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } * { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } * { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }

{ (60 وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمنُ } قيل لأنّهم ما كانوا يطلقونه على الله أو لأنّهم ظنّوا انه اراد به غيره تعالى، القمّي قال جوابهٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ * عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } [الرحمن: 1ـ4] { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنا } وقرء بالياء { وَزَادَهُمْ نُفُورًا } عن الإِيمان يعني الأمر بسجود الرحمن.

{ (61) تَبَارَكَ الَّذِى جَعَلَ فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا } يعني البروج الاثني عشر وقد سبق بيانها في سورة الحجر { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا } يعني الشمس لقوله وجعل الشمس سراجاً وقرء سُرُجاً بضمّتين فيشمل الكواكب الكبار.

وفي الجوامع عنهم عليهم السلام لا تقرء سرجاً وإنّما هي سراجاً وهي الشمس { وَقَمَرًا مُّنِيرًا } مضيئاً باللّيل.

في الاهليلجة عن الصادق عليه السلام في كلام له وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً يسبحان في فلك يدور بهما دائبين يطلعهما تارة ويؤفلهما اخرى حتّى تعرف عدّة الأيّام والشهور والسنين وما يستأنف من الصيف والربيع والشتاء والخريف ازمنة مختلفة باختلاف الليل والنهار.

{ (62) وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } يخلف كلّ منهما لآخر بأن يقوم مقامه فيما ينبغي ان يفعل فيه { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ } وقرء بالتخفيف { أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }

في الفقيه عن الصادق عليه السلام كلّ ما فاتك بالليل فاقضه بالنهار قال الله تبارك وتعالى وتلا هذه الآية ثمّ قال يعني ان يقضي الرّجل ما فاته باللّيل بالنّهار وما فاته بالنّهار باللّيل.

وفي التهذيب والقمّي عنه عليه السلام ما يقرب منه، وزاد القمّي وهو من سرّ آل محمّد المكنون.

{ (63) وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا }.

في المجمع عن الصادق عليه السلام هو الرجل يمشي بسجيّته التي جبل عليها لا يتكلّف ولا يتبختر.

والقمّي عن الباقر عليه السلام انّه قال في هذه الآية الأئمّة يمشون على الأرض هوناً وخوفاً من عدوّهم.

وعن الكاظم عليه السلام أنه سئل عنه فقال هم الأئمّة عليهم السلام يتّقون في مشيهم.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عنه قال هم الأوصياء مخافة من عدوّهم { وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا } تسليماً منكم ومتاركة لكم لا خير بيننا ولا شرّ

{ (64) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } في الصلاة وتخصيص البيتوتة لأنّ العبادة باللّيل احمز وابعد من الرياء.

{ (65) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } لازماً ومنه الغريم لملازمته.

القمّي عن الباقر عليه السلام يقول ملازماً لا يفارق.

أقولُ: وهو إيذان بأنّهم مع حُسن مخالقتهم مع الخلق واجتهادهم في عبادة الحقّ وجلون من العذاب مبتهلون الى الله في صرفه عنهم لعدم اعتدادهم باعمالهم ولا وثوقهم على استمرار احوالهم.

{ (66) إنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } الجملتان يحتملان الحكاية والابتداء من الله.

السابقالتالي
2