الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } * { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } * { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } * { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } * { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً }

{ (24) أصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً } مكاناً يستقر فيه في اكثر الاوقات للتجالس والتحادث { وَأحْسَنُ مَقِيلاً } مكاناً يؤوى إليه للاسترواح قيل تجوّز له من مكان القيلولة على التشبيه إذ لا نوم في الجنة.

وفي الكافي في حديث سؤال القبر عن امير المؤمنين عليه السلام قال ثم يفتحان له باباً إلى الجنّة ثم يقولان له نم قرير العين نوم الشّابّ النّاعم فانّ الله يقول { أصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأحْسَنُ مَقِيلاً }.

والقمّي عن الباقر عليه السلام بلغنا والله اعلم انّه اذا استوى اهل النار الى النار لينطلق بهم قبل ان يدخلوا النار فيقال لهم ادخلوا الَى ظَلٍّ ذي ثَلاَثٍ شُعَبٍ من دخان النّار فيحسبون انّها الجنّة ثم يدخلون النّار افواجاً وذلك نصف النّهار واقبل اهل الجنّة فيما اشتهوا من التّحف حتّى يعطوا منازلهم في الجنّة نصف النهار فذلك قول الله عزّ وجلّ { أَصْحابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ } الآية.

وعن الصادق عليه السلام لا ينتصف ذلك اليوم حتّى يقبل اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار.

{ (25) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ } تشقق وقرء بتشديد الشين { بِالْغَمَامِ } بسبب طلوع الغمام منها قيل هو الغمام المذكور في قولههَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } [البقرة: 210] { وَنُزِّلَ المَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاً } وقرء وينزل من الإنزال ونصب الملائكة قيل أي في ذلك الغمام بصحائف الاعمال.

والقمّي عن الصادق عليه السلام الغمام امير المؤمنين.

{ (26) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } الثابت له لأنّ كلّ ملك يبطل يومئذ ولا يبقى إلاّ ملكه { وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } شديداً.

{ (27) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } من فرط الحسرة.

القمّي قال الأوّل { يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }.

القمّي عن الباقر عليه السلام عليّاً وليّاً.

{ (28) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً } قال يعني الثاني.

{ (29) لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى } قال يعني الولاية { وَكَانَ الشَّيْطَانُ } قال وهو الثاني { لِلإِنْسَانِ خَذُولاً }.

وفي الكافي عن امير المؤمنين عليه السلام في خطبة الوسيلة قال فيّ مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع وطال لها الاستماع ولئن تقمّصها دوني إلا شقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فليس ما عليه وردها ولبئس ما لأنفسهما مهداً يتلاعنان في دورهما ويتبرّء كلّ منهما من صاحِبه يقول لقرينه اذا التقيايٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } [الزخرف: 38] فيجيبه الاشقى على وثوبه يا لَيْتَنِى لَمْ اتَّخِذْكَ خَلِيلاً لَقَدْ أَضْلَلْتَنِى عِنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذ جائَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً فأنا الذكر الذي عنه ضلّ السبيل الذي عنه مال والايمان الذي به كفر والقرآن الذي اياه هجر والدين الذي به كذّب والصراط الذي عنه نكب.

وفي الاحتجاج عنه عليه السلام في احتجاجه على بعض الزنادقة قال انّ الله ورّى اسماء من اغترّوا فتن خلقه وضلّ واضلّ وكنّى عن اسمائهم في قوله { وَيَوْمَ يَعُضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } الآيتين.

{ (30) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُورًا } بأن تركوه وصدّوا عنه.