الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ (5) إِلاّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

القمّي عن الصادق عليه السلام القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا يقبل له شهادة ابداً الاّ بعد التوبة او يكذّب نفسه وان شهد ثلاثة وابى واحد يجلد الثلاثة ولا تقبل شهادتهم حتى يقول اربعة رأينا مثل الميل في المكحلة ومن شهد على نفسه انّه زنى لم تقبل شهادته حتّى يعيدها اربع مرّات.

وفي الكافي والتهذيب انّه سئل كيف تعرف توبته فقال يكذّب نفسه على رؤوس الخلائق حيث يضرب ويستغفر ربّه فاذا فعل ذلك فقد ظهرت توبته.

وعنه عليه السلام انه سئل عن الرجل يقذف الرجل فيجلد حدّاً ثم يتوب ولا يعلم منه الاّ خيراً تجوز شهادته قال نعم ما يقال عندكم قيل يقولون توبته فيما بينه وبين الله ولا تقبل شهادته ابداً فقال بئس ما قالوا كان ابي يقول اذا تاب ولم يعلم منه الاّ خيراً اجازت شهادته.

{ (6) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَهُمْ شُهَداءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَاداتٍ } وقرء بالرّفع { بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ } اي فيما رماها به من الزّنا.

{ (7) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ } وقرء بتخفيف ان { إِنْ كانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } في الرمي.

{ (8) وَيَدْرَؤُا } ويدفع { عَنْهَا الْعَذَابَ } الرجم { أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبينَ } فيما رماني به.

{ (9) وَالْخامِسَةُ } وقرء بالنّصب { أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِن كانَ مِنَ الصَّادِقينَ } في ذلك وقرء بتخفيف انّ وكسر الضّاد.

في الكافي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هو القاذف الذي يقذف امرأته فاذا قذفها ثم اقرّ انه كذب عليها جلد الحد وردّت اليه امرأته وان ابى الاّ ان يمضي فليشهد عليها اربع شهادات بالله انّه لمن الصادقين والخامسة يلعن فيها نفسه ان كان من الكاذبين وان ارادت ان تدرء عن نفسها العذاب والعذاب هو الرّجم شهدت اربع شهادات بالله إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِن كانَ مِنَ الصّادِقينَ فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحدّ ثم لا تحلّ له الى يوم القيامة قيل ارأيت ان فرّق بينهما ولها ولد فمات قال ترثه امّه وان ماتت امّه ورثه اخواله ومن قال انّه ولد زنا جلد الحدّ قيل يردّ اليه الولد اذا اقرّ به قال لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابن.

وعنه عليه السلام " انّ رجلاً من المسلمين اتى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال يا رسول الله أرأيت لو انّ رجلاً دخل منزله فوجد مع امرأته رجلاً يجامعها ما كان يصنع قال اعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله فانصرف الرجل وكان ذلك الرجل هو الذي ابتلى بذلك من امرأته قال فنزل الوحي من عند الله بالحكم فيهما فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وآله الى ذلك الرجل فدعاه فقال له انت الذي رأيت مع امرأتك رجلاً فقال نعم فقال له انطلق فأتني بامرأتك فانّ الله قد انزل الحكم فيك وفيها قال فاحضرها زوجها فأوقفهما رسول الله صلّى الله عليه وآله ثم قال للزّوج اشهد اربع شهادات بالله انّك لمن الصّادقين فيما رميتها به قال فشهد ثم قال له اتّق الله فانّ لعنة الله شديدة ثم قال له اشهد الخامسة انّ لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين قال فشهد ثم امر به فُنحّى ثم قال للمرأة اشهدي اربع شهادات بالله انّ زوجك لمن الكاذبين فيما رماكِ به قال فشهدت ثم قال لها امسكي فوعظها فقال لها اتّقي الله فانّ غضب الله شديد ثم قال لها اشهدي الخامسة انّ غضب الله عليك ان كان زوجك من الصادقين فيما رماك به قال فشهدت قال ففرّق بينهما وقال لهما لا تجتمعا بنكاح ابداً بعد ما تلاعنتما ".


السابقالتالي
2 3 4