الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ }

{ (62) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ } الكاملون في الإِيمان { الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ } من صميم قلوبهم { وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ } كالجمعة والاعياد والحروب والمشاورة في الامور { لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ } يستأذنوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فيأذن لهم.

القمّي نزلت في قوم كانوا اذا جمعهم رسول الله صلّى الله عليه وآله لأِمْر من الامور او في بعث يبعثه او في حرب قد حضرت يتفرّقون بغير اذنه فنهاهم الله عن ذلك { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ } اعاده مؤكّداً على اسلوب ابلغ فانّه يفيد انّ المستأذن مؤمن لا محالة وانّ الذّاهب بغير اذن ليس كل تبينها على كونه مصداقاً لصحة الإِيمان ومميّزاً للمخلص عن المنافق وتعظيماً للمجرم { فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ } ما يعرض لهم من المهام وفيه ايضاً مبالغة وتضييق للأمر { فَأْذَن لِمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } تفويض للامر الى رسول الله صلى الله عليه وآله { وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهُ } بعد الاذن فاّن الإِستيذان ولو لعذر قصور لأنّه تقديم لامر الدنيا على امر الدّين { إِنَّ اللهَ غَفُورٌ } لفرطات العباد { رَحِيمٌ } لتيسير.

القمّي نزلت في حنظلة بن ابي عيّاش وذلك انّه تزوّج في اللّيلة التي كان في صبيحتها حرب احد فاستأذن رسول الله صلّى الله عليه وآله ان يقيم عند اهله فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية { فَأْذَن لِمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } فأقام عند اهله ثم اصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضّة بين السماء والأرض فكان سمّي غسيل الملائكة.

{ (63) لاَ تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُم بَعْضَاً } القمّي قال لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضاً.

وعن الباقر عليه السلام قال يقول لا تقولوا يا محمد ولا يا ابا القاسم لكن قولوا يا نبيّ الله ويا رسول الله.

وفي المناقب عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة لمّا نزلت هذه الآية هبت رسول الله صلّى الله عليه وآله ان اقول له يا ابة فكنت اقول يا رسول الله فأعرض عنّي مرّة أو اثنتين أو ثلاثاً ثم اقبل عليّ فقال يا فاطمة انّها لم تنزل فيك ولا في اهلك ولا في نسلك انت منّي وانا منك انّما نزلت في اهل الجفاء والغلظة من قريش اصحاب البذخ والكبر قولي يا ابةِ فانّها احيى للقلب وارضى للربّ { قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ } يخرجون قليلاً قليلاً من الجماعة { لِوَاذاً } ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتى يخرج او يلوذ بمن يؤذن فينطلق معه كأنّة تابعه { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ }

القمّي أي يعصون امره { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } محنة في الدّنيا القمّي بليّة { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ } قال قال القتل.

السابقالتالي
2