الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } * { ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

{ (20) وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } تكرير للمنّة تبرك المعاجلة بالعقاب للدلالة على عظم الجريمة وحذف الجواب للاستغناء عنه بذكره مرّة { وَأَنَّ اللهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } حيث لم يعاجلكم بالعقوبة.

{ (21) يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ } باشاعة الفاحشة.

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام خطأت بالهمزة { وَمَن يَتَّبَعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشآءِ وَالْمُنكَرِ } الفحشاء ما افرط في قبحه والمنكر ما انكره الشرع والعقل { وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لَها { ما زَكى } ما طهر من دنسها { مِنكُم مِنْ أَحَدٍ أَبَداً } اخر الدّهر { وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشآءُ } بحمله على التوبة وقبولها { وَاللهُ سَمِيعٌ } لمقالتهم { عَلِيمٌ } بنيّاتهم.

{ (22) وَلا يَأْتَلِ } ولا يحلف من الاليّة على وزن فعلية بمعنى اليمين او ولا يقصّر من الالْو { أُوْلُوا الْفَضْلِ } الغني { مِنكُمْ وَالسَّعَةِ } في المال { أَن يُؤْتُوا أُولِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ } في الجوامع قيل نزلت في جماعة من الصحابة حلفوا الاّ يتصدّقوا على من تكلم بشيء من الافك ولا يواسوهم { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

القمّي عن الباقر عليه السلام اولو القربى هم قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يعفو بعضكم عن بعض ويصفح بعضكم بعضاً فاذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم يقول الله الا تحبّون الآية.

وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا بالتّاء كما روي بالياء ايضاً وفي المناقب ما سبق عند تفسيروَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } [ المؤمنون: 6] من سورة المؤمنين.

{ (23) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ } مما قذفن به { الْمُؤْمِنَاتِ } بالله ورسوله { لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ } كما طعنوا فيهنّ { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } لعظم ذنوبهم.

{ (24) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ } قرء بالياء { أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِما كَانُوا يَعْمَلُونَ } بانطاق الله ايّاها بغير اختيارهم.

{ (25) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ } جزاءهم المستحقّ { وَيَعْلَمُونَ } لمعاينتهم الامر { أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } العادل الظاهر الّذي لا ظلم في حكمه.

في الكافي عن الباقر عليه السلام ليست تشهد الجوارح على مؤمن انّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب قد مضى تمام الحديث في هذه السورة.

{ (26) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِبُونَ لِلطَّيِبَاتِ } في المجمع عنهما عليهما السلام الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والطيبات من النساء للطيبين من الرّجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء قالا هي مثل قوله

السابقالتالي
2