الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } * { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } * { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } * { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } * { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } * { فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } * { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } * { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ (109) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ }

{ (110) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } هزواً قرء بضم السين { حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي } من فرط تشاغلكم بالاستهزاء بهم فلم تخافوني في اوليائي { وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } استهزاء بهم.

{ (111) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا } على اذاكم { أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ } مخصوصون بالفوز بمراداتهم وقرء بكسر الهمزة.

{ (112) قَالَ } قال الله تعالى او الملك المأمور بسؤالهم وقرء قل على الامر للملك { كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ } احياء وامواتاً في القبور { عَدَدَ سِنِينَ }

{ (113) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } استقصار لمدة لبثهم فيها { فَسْئَلِ الْعَادِّينَ }

القمّي قال سل الملائكة الذين يعدون عليها الأيّام ويكتبون ساعاتنا واعمالنا التي اكتسبناها فيها.

{ (114) قَالَ } وقرء قل { إِن لَّبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ (115) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } توبيخ لهم على تغافلهم اي لم نخلقكم تلهياً بكم وانّما خلقناكم لنتعبّدكم ونجازيكم على اعمالكم وهو كالدليل على البعث { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } وقرء بفتح التاء وكسر الجيم.

في العلل عن الصادق عليه السلام انّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سُدى بل خلقهم لإِظهار قدرته وليكلّفهم على طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرّة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم الى نعيمه.

وعنه عليه السلام انّه قيل له خلقنا للفناء فقال مَهْ خلقنا للبقاء وكيف وجنّته لا تبيد وناره لا تخمد ولكن انّما نتحوّل من دار الى دار.

{ (116) فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ } الذي يحق له الملك { لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }

{ (117) وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } فان الباطل لا برهان به نبّه بذلك على انّ التدين بما لا دليل عليه ممنوع فضلاً عمّا دلّ الدليل على خلافه { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ } فهو مجازيه مقدار ما يستحقّه { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } بدء السّورة بتقرير فلاح المؤمنين وختمها بنفي الفلاح عن الكافرين.

{ (118) وَقُل رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ }

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام قال من قرء سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة واذا كان يدمن قرءاتها في كلّ جمعة كان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيّين والمرسلين الّلهم ارزقنا تلاوته بحقّ محمد وآله وصلوات الله عليه وآله.