الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } * { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } * { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } * { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ }

{ (19) هَذَانِ خَصْمانِ } فوجان مختصمان المؤمنون والكافرون { اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ }

القمّي قال نحن وبنو اميّة نحن قلنا صدق الله ورسوله وقالت بنو اميّة كذب الله ورسوله.

وفي الخصال عن الحسين (ع) مثله وزاد فنحن الخصمان يوم القيامة { فَالَّذِينَ كَفَرُوا } فصل لخصومتهم قيل وهو المعنى بقوله تعالى { إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ }

القمّي فالّذين كفروا يعني بني اميّة { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ } الماء الحار.

{ (20) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ } اي يؤثّر من فرط حرارته في باطنهم تأثيره في ظاهرهم فيذاب به احشاءهم كما يذاب به جلودهم.

{ (21) وَلَهُم مَقَامِعُ } سياط { مِنْ حَدِيدٍ } يجلدون بها.

القمّي قال تشويه النّار فتسترخي شفته السفلى حتّى تبلغ سرّته ويتقلّص شفته العليا حتّى تبلغ وسط رأسه { وَلَهُم مَقامِعُ منْ حَدِيدٍ } قال الأعمدة الّتي يضربون بها.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى لله عليه وآله " قال ولهم مقامع من حديد لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثمّ اجتمع عليه الثقلان ما اقلّوه من الأرض ".

{ (22) كُلَّما أَرادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فيها } ضربا بتلك الأعمدة { وَذُوقُوا } وقيل لهم ذوقوا { عَذَابَ الْحَرِيقِ } النّار البالغة في الاحراق.

القمّي عن ابي بصير عن الصادق عليه السلام قال قلت له يا ابن رسول الله خوّفني فانّ قلبي قد قسا فقال يا ابا محمّد استعد للحياة الطويلة فانّ جبرئيل جاء الى رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيء متبسّماً فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله يا جبرئيل جئتني اليوم قاطباً فقال يا محمّد قد وضعت منافخ النار فقال وما منافخ النار ياجبرئيل فقال يا محمد انّ الله عزّ وجلّ امر بالنّار فنفخ عليها الف عام حتّى ابيضّت ثمّ نفخ علها الف عام حتّى احمرّت ثم نفخ عليها الف عام حتّى اسودّت فهي سوداء مظلمة لو انّ قطرة من الضّريع قطرت في شراب اهل الدّنيا لمات اهلها من نتنها ولو انّ حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعاً وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرّها ولو انّ سربالاً من سرابيل اهل النّار علّق بين السّماء والأرض لمات اَهل الأرض من ريحه ووهجه قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل فبعث الله اليهما ملكاً فقال لهما انّ ربّكما يقرؤكما السلام ويقول قد امنتكما ان تذنبا ذنباً اعذّبكما عليه فقال ابو عبد الله فما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله متبسّماً بعد ذلك ثم قال انّ اهل النار يعظمون النار وان اهل الجنّة يعظمون الجنّة والنعيم وانّ جهنّم اذ دخلوها هَوَوْا فيها مسيرة سبعين عاماً فاذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد واعيدوا في دركها هذه حالهم وهو قول الله عزّ وجلّ كلّما ارادوا ان يخرجوا منها من غمّ اعيدُوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ثم تبدّل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم فقال ابو عبد الله حسبك يا محمّد قلت حَسبي حَسبي.

السابقالتالي
2