الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ } * { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } * { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } * { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } * { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } * { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } * { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ }

{ (91) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }

القمّي قال مريم لم ينظر اليها شيء { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُوحِنَا } قد سبق تحقيق معنى الرّوح في سورة الحجر { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ } فانّ من تأمّل حالهما تحقّق كمال قدرة الصانع تعالى.

{ (92) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ } ملّتكم وهي ملّة الاسلام والتوحيد { أُمّةً وَاحِدَةً } غير مختلفة فيما بين الانبياء { وَأَنَا رَبُّكُمْ } لا اله لكم غيري { فَاعْبُدُونِ } لا غيري.

{ (93) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ } تفرّقوا في الدين وجعلوا امره قطعا موزّعة { كُلٌّ } من الفرق المتجزّية { إِلَيْنَا راجِعُونَ } فنجازيهم.

{ (94) فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } بالله ورسله { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } فلا تضييع لسعيه استعير لمنع الثواب كما استعير الشكر لاعطائه { وَإِنَّا لَهُ } لسعيه { كَاتِبُونَ } مثبتون في صحيفة عمله.

{ (95) وَحَرامٌ عَلَى قَرْيَةٍ } ممتنع عل اهلها غير متصوّر منهم وقرء حرم بكسر الحاء وسكون الرّاء { أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ } قيل اي حرام رجوعهم الى الدنيا أو الى التوبة ولا مزيدة وقيل اي حرام عدم رجوعهم للجزاء وهو مبتدأ وحرام خبره.

في الفقيه في خطبة الجمعة لأمير المؤمنين عليه السلام الم تروا الى الماضين منكم لا يرجعون والى الخلف الباقين منكم لا يبقون قال الله تعالى { وَحَرامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ } وهذا ناظر الى المعنى الأوّل ويؤيّده القراءة بالكسر في الشّواذّ كما انّها تؤيّد المعنى الثاني ايضاً والقراءة بالفتح المشهورة تؤيّد المعنى الثالث.

والقمّي عنهما عليهما السلام قالا كلّ قرية اهلك الله عزّ وجلّ اهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة.

وفي المجمع عن الباقر عليه السلام قال كلّ قرية اهلكها الله بعذاب فانّهم لا يرجعون.

{ (96) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ } وقرء بالتشديد { يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } سدّهما.

القمّي قال اذا كان في آخر الزّمان خرج يأجوج ومأجوج الى الدنيا ويأكلون النّاس { وَهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ } نشز من الأرض { يَنسِلُونَ } يسرعون.

{ (97) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا } جواب الشرط واذا للمفاجأة { يَا وَيْلَنَا } مقدّر بالقول { قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } لم نعلم انّه حقّ { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } لانفسنا بالاخلال بالنظر والاعتداء بالنّذر.

{ (98) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } يرمى به اليها ويهيج به من حصبه يحصبه اذا رماه بالحصباء والقمّي يقذفون فيها قذفاً.

وفي المجمع وقراءة عليّ حطب بالطاء { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } عوّض اللاّم من على للاختصاص والدلالة على انّ ورودهم لأجلها.

السابقالتالي
2