الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } * { قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } * { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }

{ (67) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ } تضجّر منه على اصرارهم بالباطل البيّن وافّ صوت المتضجّر ومعناه قيحاً ونتناً { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } قبح صنيعكم.

{ (68) قَالُوا } اخذاً في المضارّة لمّا عجزوا عن المحاجّة { حَرِّقُوهُ } فانّ النّار أهول ما يعاقب به { وَانْصُرُوا ءَالِهَتَكُمْ } بالانتقام لها { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } ان كنتم ناصرين لها نصراً مؤزراً.

{ (96) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً } ذات برد وسلام اي ابردي برداً غير ضارّ { عَلَى إِبْرَاهِيمَ }.

{ (70) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً } مكراً في اضراره { فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ } أخسر من كلّ خاسر عاد سعيهم برهاناً قاطعاً على انّهم على الباطل وابراهيم (ع) على الحق وموجباً لمزيد درجته واستحقاقهم اشدّ العذاب.

في الاحتجاج عَن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله " انّ ابراهيم (ع) لمّا القي في النّار قال اللّهم انّي اسألك بحقّ محمّد وآل محمد لما انجيتني منها فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ".

{ (71) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } الى الشّام قيل بركته العامّة انّ اكثر الأنبياء بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرايعهم الّتي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينيّة والدنيويّة ولكثرة النعم فيها والخصب الغالب.

القمّي قال فلمّا نهاهم ابراهيم (ع) واحتج عليهم في عبادتهم الاصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع اهل مملكته الى عيد لهم وكره ان يخرج ابراهيم (ع) معه فوكّله ببيت الأصنام فلمّا ذهبوا عمد ابراهيم عليه السلام الى طعام فأدخله ببيت اصنامهم فكان يدنو من صنم صنم فيقول له كل وتكلّم فإذا لم يجبه اخذ القدوم فكسر يده ورجله حتّى فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علّق القدّوم في عنق الكبير منهم الّذي كان في الصَّدر فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا الى الاصنام مكسّرة فقالوامَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَآ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ * قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } [إبراهيم: 59ـ60] وهو ابن آزر فجاؤا به الى نمرود فقال نمرود لآزر خنتني وكتمت هذا الولد عنّي فقال ايّها الملك هذا عمل امّه وذكر انّها تقوم بحجبه فدعا نمرود ام ابراهيم (ع) فقال لها ما حملك على ان كتمتني امر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل فقالت ايّها الملك نظراً منّي لرعيّتك قال وكيف ذلك قالت رأيتك تقتل اولاد رعيّتك فكان هذا يذهب النسل فقلت ان كان هذا الّذي يطلبه دفعته اليه ليقتله ويكفّ عن قتل اولاد الناس وان لم يكن ذلك فبقي لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك وكفّ عن اولاد النّاس وصوّب رأيها ثم قال لابراهيم (ع) من فعل هذا بآلهتنا يا ابراهيم قال ابراهيم فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون.

السابقالتالي
2 3