الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } * { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } * { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } * { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } * { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } * { قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } * { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } * { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } * { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }

{ (84) قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي } ما تقدّمتهم الا بخُطى يسيرة لا يعتدّ بها عَادة { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } فانّ المسارعة الى امتثال امرك والوفاء بعهدك توجب مرضاتك.

في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام قال المشتاق لا يشتهي طعاماً ولا يلتذ شراباً ولا يستطيب رقاداً ولا يأنس حميماً ولا يأوي داراً ولا يسكن عمراناً ولا يلبس لباساً ولا يقرّ قراراً ويعبد الله ليلاً ونهاراً راجياً بأن يصل الى ما يشتاق اليه ويناجيه بلسان شوقه معبّراً عمّا في سريرته كما اخبر الله عن موسى بن عمران في ميعاد ربّه بقول { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } وفسّر النبيّ صلّى الله عليه وآله عن حاله انّه ما اكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئاً من ذلك في ذهابه ومجيئة اربعين يوماً شوقاً الى ربّه.

{ (85) قَالَ فَإِنّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } ابتليناهم بعبادة العجل بعد خروجك من بينهم { وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ } باتّخاذ العجل والدّعاء الى عبادته.

{ (86) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ } بعد ما استوفى الاربعين واخذ التوراة { غَضْبَانَ } عليهم { أَسِفاً } حزيناً بما فعلوه { قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } بأن يعطيكم التّوراة فيها هُدىً ونور { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ } اي الزّمان زمان مفارقته لهم { أَمْ أَرَدتُمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ } يجب عليكم { غَضَبٌ مِّن رَبِّكُمْ } بعبادة ما هو مثل في الغباوة { فَأَخْلَفْتُم مَوْعِدِي } وعدكم ايّاي بالثبوت على الايمان بالله والهدى والقيام على ما امرتكم به.

{ (87) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } بان ملكنا امرنا اي لو خلّينا وامرنا ولم يسوّل لنا السّامري لما اخلفنا وهو مثلّثاً مصدر ملكت الشيء وقرء بالفتح وبالضمّ { وَلكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ } احمالاً من حليّ القبط الّتي استعرناها منهم والقاها البحر على السّاحل بعد اغراقهم وقرء حملنا بالفتح والتخفيف { فَقَذَفْنَاهَا } اي في النّار { فَكَذَلِكَ أَلْقَى السّامِرِيُّ } اي ما كان معه منها.

{ (88) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً } من تلك الحليّ المذابة { لَهُ خُوارٌ } صوت العجل { فَقَالُوا } يعني السّامريّ ومن افتتن به اوّل ما رآه { هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلهُ مُوسَى فَنَسِيَ } قيل فنسيه موسى وذهب يطلبه عند الطّور او فنسى السّامريّ اي ترك ما كان عليه من اظهار الإِيمان.

{ (89) أَفَلاَ يَرَوْنَ } او لا يعلمون { أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً } انّه لا يرجع اليه كلاماً ولا يردّ عليهم جواباً { وَلاَ يَملِكُ لَهُمْ ضَرَّاً ولا نَفْعاً }

{ (90) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ } من قبل رجوع موسى { يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ } بالعجل { وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ } لا غير { فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } في الثّبات على الدّين.

السابقالتالي
2