الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } * { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } * { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } * { قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } * { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } * { وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ } * { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } * { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } * { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ }

{ (68) قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى } تعليل للنّهي وتقرير لغلبته مؤكّداً.

في الاَحتجاج عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله انّ موسى (ع) لمّا القى عصاهُ واوجس في نفسه خيفة قال اللهمّ انّي اسألك بحقّ محمّد وآل محمد لمَا امنتني قال الله عزّ وجلّ { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى }.

{ (69) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا } يبتلعه بقدرة الله تعالى وقرىء بالرّفع وبالتّخفيف { إِنَّمَا صَنَعُوا } الّذي زوّروا وافتعلوا { كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } حيث كان واين اقبل.

{ (70) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً } اي فألقى فتلقف فتحقق عند السحرة انّه ليس بسحر وانّمَا هو من آيات الله ومعجزاته فالقاهم ذلك على وجوههم سجّداً لله توبة عمّا صنعوا وتعظيماً لما رأوا { قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى }.

{ (71) قَالَ ءَآمَنتُمْ لَهُ } اي لموسى واللاّم لتضمين الفعل معنى الاتّباع وقرىء بدون الهمزة { قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ } في الإِيمَان له { إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ } لعظيمكم في فنّكم واعلمكم به واستاذكم { الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } وانتم تواطأتم على مَا فعلتم { فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ } اليد اليمنى والرّجل اليسرى { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا } يريد به نفسه وموسى اورَبّ موسى { أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى } ادوم عقاباً.

{ (72) قَالُوا لَن نُؤْثِرَكَ } لن نختارك { عَلَى مَا جَآءَنَا } به موسى او المستتر في جاء لما { مِنَ الْبَيِّنَاتِ } المعجزات الواضحات { وَالَّذِي فَطَرَنَا } عطف على ما جاءنا او قسم { فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ } ما انت قاضيه اي ضانعه او حاكمه { إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } انّما تصنع ما تهواه او تحكم بما تراه في هذه الدّنيا والآخرة خير وابقى فهو كالتعليل لما قبله والتمهيد لما بعده.

{ (73) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطايانا } من الكفر والمعاصي { وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ } في معارضة المعجزة.

في الجوامع روي انّهم قالوا لفرعون ارنا موسى نائماً فوجدوه يحرسه العصا فقالوا ما هذا بسحر فانّ السّاحر اذا نام بطل سحره فأبى الاّ ان يعارضوه { وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } جزاء او خير ثواباً وابقى عقاباً.

{ (74) إِنَّهُ } انّ الامر { مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً } بأن يموت على كفره وعصيانه { فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } فيستريح { وَلاَ يَحْيَى } حياة مهنّأة.

{ (75) وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ } في الدنيا { فَأُوْلئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى } المنازل الرّفيعة.

{ (76) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأًنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى } من تطهّر من ادناس الكفر والمعاصي والآيات الثلاث يحتمل ان تكون من كلام لسّحرة وان تكون من ابتداء كلام من الله.

السابقالتالي
2