الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ } * { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } * { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } * { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } * { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ }

{ (127) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ }

في الكافي عن الصادق عليه السلام يعني من اشرك بولاية امير المؤمنين عليه السلام غيره ولم يؤمن بآيات ربّه ترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع اثارهم ولم يتولّهم { وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى } من ضنك العيش ومن العمى.

{ (128) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } القمّي يقول يبيّن لهم { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِنَ القُرُونِ } اهلاكنا ايّاهم { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } ويشاهدون آثار هلاكهم { إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلي النُّهَى } لذوي العقول النّاهية عن التغافل والتعامي.

{ (129) وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ } وهي العدة بتأخير عذاب هذه الامّة الى الآخرة { لَكَانَ لِزَاماً } لكان مثل ما نزل بعاد وثمود لازماً لهذه الكفرة { وَأَجَلٌ مُسَمّىً } عطف على كلمة اي ولولا العِدّة بتأخير العذاب واجل مسمّى لاعمارهم او لعذابهم لكان العذاب لزاماً والفصل للدّلالة على استقلال كلّ منهما بنفي لزوم العذاب.

القمّي قال اللّزام الهلاك قال وكان ينزل بهم العذاب ولكن قد اخّرهم الى اجل مسمّى.

{ (130) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنآءِ اللَّيْلِ } ومن ساعاته جمع انا بالكسر والقصر وأناء بالفتح والمدّ { فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضى } طمعاً ان تنال عند الله ما به ترضي نفسك وقرء بالبناء على المفعول اي يرضيك ربّك.

وفي الخصال عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال فريضة على كلّ مسلم ان يقول قبل طلوع الشمس وقبل غروبها عشر مرّات لا إِله الاّ الله وَحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في قوله واطراف النهار قال يعني تطوّع بالنّهار.

{ (131) وَلا تَمُدَنَّ عَيْنَيْكَ } ان نظرهما { إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ } استحساناً له وتمنّياً ان يكون لك مثله { أَزْوَاجاً مِنْهُمْ } اصنافاً من الكفرة { زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } زينتها وبهجتها { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنبلوهم ونختبرهم فيه او لنعذّبهم في الآخرة بسببه { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } اي الهدى والنبوّة لا ينقطع.

القمّي عن الصادق عليه السلام لمّا نزلت هذه الآية استوى رسول الله جالساً ثم قال من لم يتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه على الدّنيا حسرات ومن أتبع بصره ما في ايدي الناس طال همّه ولم يشف غيظه ومن لم يعرف ان لله عليه نعمة الاّ في مطعم ومشرب قصر اجله ودنا عذابه.

وفي الكافي عنه عليه السلام قال ايّاك وان تطمح نفسك الى من فوقك وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله

السابقالتالي
2