الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ } * { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } * { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }

{ (95) وَلَنْ يَتَمَنّوْهُ أَبَداً بَمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيِهِمْ } من موجبات النار كالكفر بمحمد وآله والقرآن وتحريف التوراة { وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْظّالِمِينَ } تهديد لهم وتنبيه على أنهم ظالمون في دعوى ما ليس لهم ونفيه عمّن هو لهم كذا قيل.

{ (96) وَلَتَجِدَنّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ }: ليأسهم عن نعيم الآخرة لأنهما كهم في كفرهم الذي يعلمون أنه لا حظ لهم معه في شيء من خيرات الجنة { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا } واحرص من الذين أشركوا يعني المجوس الذين لا يرون النعيم إلا في الدنيا ولا يأملون خيراً في الآخرة قيل أفرادهم بالذكر للمبالغة فان حرصهم شديد إذ لم يعرفوا إلا الحياة العاجلة أو للزيادة في التوبيخ والتقريع فانهم لما زاد حرصهم وهم مقرّون بالجزاء على حرص المنكرين دل ذلك على علمهم بأنهم سائرون إلى النار { يَوَدُّ أَحَدهُمْ لَوْ يُعَمّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ } أي التعمير ألف سنة { بِمُزَحْزِحِهِ } مباعده { مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمّرَ } إنما ابدل من الضمير وكرر التعمير لئلا يتوهم عوده إلى التمني { وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } فعلى حسبه يجازيهم ويعدل عليهم ولا يظلمهم.

{ (97) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيْلَ }: وقرئ بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز وبفتحهما مهموزاً بياء بعد الهمزة وبغير ياء { فَإنّهُ } فان جبرائيل { نَزَّلَهُ } نزّل القرآن { عَلَى قَلْبِكَ } يا محمد وهذا كقوله سبحانه نزل به الروح الأمين على قلبك { بإِذْنِ اللهِ } بأمره { مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من كتب الله { وَهُدَىً } من الضلالة { وبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } بنبوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وولاية علي صلوات الله عليه ومن بعده من الأئمة عليهم السلام بأنهم أولياء الله حقاً قال شيعة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ومن تبعهم من أخلافهم وذراريهم.

{ (98) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلّهِ }: بأن يخالفه عناداً لإِنعامه على المقربين من عباده { وَمَلاَئِكَتِهِ } المبعوثين لنصرتهم { وَرُسُلِهِ } المخبرين عن فضلهم الداعين إلى متابعتهم { وَجِبْرِيلَ وَمِيْكَالَ } خصوصاً وقرئ بغير همزة ولا ياء وبهمزة من غير ياء { فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } بهم وذلك قول من قال من النصاب لمّا قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام: جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل من خلفه وملك الموت أمامه والله تعالى من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره قال بعض النصَّاب انا أبرأ من الله وجبرائيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع عليّ ما قاله محمد صلّى الله عليه وآله وسلم فقال الله من كان عدواً لهؤلاء تعصّباً على علي فان الله يفعل بهم ما يفعل العدو بالعدو.

والقمّي انها نزلت في اليهود الذين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لو كان الملك الذي يأتيك ميكائيل لآمنّا بكَ فانه ملك الرحمة هو صديقنا وجبرائيل ملك العذاب وهو عدوّنا.

السابقالتالي
2 3