الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

{ أُوْلئِك الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِاْلآخِرَةِ } ورضوا بالدنيا وحطامها بدلاً من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } ولا ينصرهم أحد يدفع عنهم العذاب قال عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: " لما نزلت الآية في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله وكذبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله أفلا انبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة قالوا بلى يا رسول الله قال قوم من أمّتي ينتحلون بأنهم من أهل ملّتي يقتلون أفاضل ذريتي وأطايب أرومتي ويبدّلون شريعتي وسنّتي ويقتلون ولديّ الحسن والحسين كما قتل أسلاف اليهود زكريا ويحيى ألا وان الله يلعنهم كما لعنهم ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هادياً مهدياً من ولد الحسين المظلوم يحرفهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنم ".

والقمّي أنها نزلت في أبي ذرّ " ره " وفيما فعل به عثمان بن عفان وكان سبب ذلك أنه لما أمر عثمان بنفي أبي ذَرْ " ره " إلى الرّبذة دخل عليه أبو ذرّ وكان عليلاً وهو متّكئ على عصاه وبين يدي عثمان ماءة ألف درهم اتته من بعض النواحي وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسّمها فيهم فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال: حمل إلينا من بعض الأعمال ماءة لف درهم أُريد أن اضم إليها مثلها ثم ارى فيها رأيي. قال أبو ذرّ: " يا عثمان أيّما أكثر ماءة ألف درهم أم أربعة دنانير؟ قال عثمان: بل ماءة ألف درهم فقال: اما تذكر إذ أنا وأنت دخلنا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عشاء فوجدناه كئيباً حزيناً فسلمنا عليه ولم يرد علينا السلام فلما أصبحنا اتيناه فرأيناه ضاحكاً مستبشراً فقلت له بأبي وأمي دخلنا عليك البارحة فرايناك كئيباً حزيناً وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكاً مستبشراً فقال: نعم كان قد بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسّمتها وخفت ان يدركني الموت وهي عندي وقد قسّمتها اليوم فاسترحت " ونظر عثمان إلى كعب الأحبار فقال له: يا ابا إسحق ما تقول في رجل أدّى زكوة ماله المفروضة هل يجب عليه فيها بعد ذلك فقال: لا ولو اتّخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شيء فرفع أبو ذرّ عصاه فضرب بها رأس كعب وقال: يا بن اليهودية المشركة ما أنت والنظر في أحكام المسلمين قول الله عز وجل اصدق من قولك حيث قال: الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم إلى قوله فذُوقوا ما كنتم تكنزون قال عثمان: يا أبا ذرّ إنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك ولولا صحبتك لرسول الله لقتلتك.

السابقالتالي
2 3